“الدفاع السورية” تطلق حملة تمشيط واسعة لإزالة الألغام شمالي حماة

940

 

أطلقت كتيبة الهندسة التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية، حملة موسعة لتمشيط وإزالة الألغام ومخلفات الحرب في عدة قرى بريف حماة الشمالي، في إطار الجهود الرسمية لتأمين المناطق المحررة حديثًا، وتمهيداً لعودة آمنة للمدنيين.

وقالت مصادر رسمية إن العملية تتركز حالياً في قرى تل الجبين، تل ملح، الحماميات، والجلمة، التي كانت على مدى سنوات مسرحاً لاشتباكات عنيفة، وتركت فيها قوات النظام السابق كمّاً هائلاً من الألغام والذخائر غير المنفجرة.

صور رسمية تظهر فرق الهندسة في الميدان

ونشرت وسائل إعلام حكومية صوراً لفرق كتيبة الهندسة التابعة للفرقة 88 مدرعات، وهم يعملون على إزالة الألغام وسط حقول وأراضٍ زراعية ومبانٍ مدمرة، في مشهد يعكس حجم التحديات التي تواجه المناطق المتضررة من النزاع الطويل.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: عضوية سوريا كاملة رغم تعديل واشنطن للوضع…

وقالت وزارة الدفاع في بيانها إن الهدف من هذه الحملة هو حماية أرواح السكان العائدين وإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحررة، بالتوازي مع إطلاق مشاريع خدمية تهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية وتفعيل المؤسسات المدنية.

“حماة تنبض من جديد”.. حملة شاملة لإزالة آثار الحرب

وفي السياق ذاته، أطلق مجلس مدينة حماة مبادرة بعنوان “حماة تنبض من جديد”، وهي حملة تطهير وتنظيف واسعة تشمل إزالة مخلفات الحرب في المدينة وريفها، بما في ذلك الكتل الإسمنتية المتروكة ومخلفات الأسلحة من أمام المنشآت الحكومية والمواقع الحيوية، مثل مبنى الأمن العسكري السابق على طريق حمص – حماة.

منظمات دولية: مخلفات الحرب تقتل وتصيب المئات

من جانبها، حذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر يوم أمس، من أن الألغام والذخائر غير المنفجرة أودت بحياة ما لا يقل عن 249 شخصاً، بينهم 60 طفلاً، وأصابت 379 آخرين في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.

ورجّحت المنظمة أن يكون الارتفاع الحاد في أعداد الضحايا مرتبطاً بحركة العودة المتزايدة للنازحين إلى مناطقهم الأصلية، والتي ما تزال ملوثة بمخلفات الحرب، خاصة في المناطق التي كانت نقاط تماس خلال سنوات الصراع.

“الخوذ البيضاء” تدعو إلى وعي مجتمعي ومزيد من الجهود

بدورها، أصدرت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تقريراً بمناسبة “اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام”، أكدت فيه التزامها برفع الوعي المجتمعي بشأن مخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وأشار التقرير إلى أن عدد ضحايا الألغام في سوريا بين 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 وحتى 30 آذار/مارس 2025 هو الأعلى منذ عام 2011، ما يعكس خطورة المرحلة الحالية رغم انتهاء المعارك.

وحذّرت المؤسسة من أن هذه المخلفات تهدد أرواح المدنيين، وتؤدي إلى إصابات دائمة، كما تعرقل الأنشطة الزراعية والصناعية وتعيق عودة المهجّرين إلى مناطقهم الأصلية.

تأتي هذه الجهود في سياق أوسع لإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة حديثاً، خاصة في الشمال السوري، حيث تسابق السلطات الزمن لإزالة الألغام، وتأمين البنية التحتية، وخلق بيئة آمنة تُمكّن العائلات من العودة إلى منازلها وممارسة حياتها الطبيعية من جديد.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط