الدفاع المدني السوري يطلق مشروعًا لإزالة الأنقاض في ثلاثة أحياء بحلب

فاطمة الكردي

1٬396

في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته سنوات الحرب في سوريا، تبرز جهود إعادة الإعمار كأولوية ملحّة لإعادة الحياة إلى المدن المنكوبة. وفي هذا السياق، يعمل الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) على تنفيذ مشروع لإزالة الأنقاض في ثلاثة أحياء بمدينة حلب، في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق أمام إعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين ظروف العيش للسكان.

وصرّح المهندس علي محمد، مدير برنامج تعزيز المرونة المجتمعية في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، بأن مشروع إزالة الأنقاض الذي ينفذه الدفاع المدني في ثلاثة أحياء بمدينة حلب يهدف إلى استعادة البنية التحتية كخطوة أولى نحو إعادة بناء المدينة.

وأوضح أن “إزالة الأنقاض تعتبر الخطوة الأساسية لإعادة تأهيل الطرق والمرافق العامة مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، كما أنها تمهّد الطريق لإعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس وغيرها من المباني الحيوية.”

الأحياء المستهدفة واختيارها
يشمل المشروع الحالي أحياء الشعار، قاضي عسكر، وكرم حومد. وتم اختيارها بالتنسيق مع مجلس المحافظة بناءً على الكثافة السكانية ونسبة الدمار فيها، مما يتوافق مع القدرات الحالية وأولويات العمل. وأشار المهندس علي إلى أن “الأولوية مُنحت لهذه الأحياء بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمرافق العامة والمباني الحكومية، بينما تتطلب الموافقات القانونية الخاصة بالأملاك الخاصة مزيدًا من الوقت بسبب تعقيدات تتعلق بالملكية والإرث.”

اقرأ أيضاً: تدفقٌ بشريٌّ عبر الحدود..معابر سوريا تستقبل مئات الآلاف خلال…

معدات وأدوات متقدمة لضمان السلامة والكفاءة
يعتمد الدفاع المدني السوري في عمليات إزالة الأنقاض على فرق هندسية وعملياتية متخصصة، بالتعاون مع فرق إزالة الذخائر الحربية غير المنفجرة، لضمان سلامة المدنيين. وأكد المهندس علي أن “الفرق تعمل بشكل يومي على مسح المواقع التي تعرضت للقصف لضمان خلوها من مخلفات الحرب، ويتم التحقق دوريًا من جاهزية الآليات الثقيلة للحفاظ على استمرارية العمل دون انقطاع.”

تحسين حياة السكان المحليين
يساهم المشروع في تحسين الحياة اليومية للسكان من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية، ما يعزز من إمكانية إعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس. كما تشمل الفوائد الصحية إزالة الأجزاء الآيلة للسقوط، مما يقلل من مخاطر الإصابات والحوادث، بالإضافة إلى الحد من تلوث الهواء وتكاثر القوارض.

وأشار المهندس علي إلى أن “إزالة الأنقاض تخلق أيضًا فرص عمل جديدة، وتعزز الاقتصاد المحلي، فضلًا عن تأثيرها الإيجابي على الصحة النفسية للسكان من خلال إزالة مشاهد الدمار وبث الأمل بمستقبل أفضل.”

التحديات والدعم الدولي
رغم الأهداف الطموحة للمشروع، يواجه الدفاع المدني تحديات كبيرة، منها حجم الدمار الهائل والحاجة إلى معدات متطورة ومعامل إعادة تدوير للأنقاض. وأوضح المهندس علي أن “الحصول على الموافقات القانونية، خاصة فيما يتعلق بالأملاك الخاصة، يعد من أكبر التحديات.”

وعن الدعم الدولي، أشار إلى أن المشروع الحالي في الأحياء الثلاثة مدعوم من منظمة آفاز، مؤكدًا على أهمية الشراكات الدولية لضمان استمرار هذه الجهود، مشددًا على أن “إزالة الأنقاض تتطلب دعمًا مستمرًا من المنظمات الدولية، سواء من حيث المعدات أو التشغيل.”

نحو مستقبل أفضل
يأمل الدفاع المدني السوري من خلال هذا المشروع في تمهيد الطريق لعودة النازحين وإعادة بناء المجتمع، مع تعزيز الشعور بالحياة الطبيعية وتحسين الصحة النفسية للسكان. ويؤكد المهندس علي: “هذا المشروع ليس مجرد إزالة للأنقاض، بل هو خطوة نحو إعادة الحياة والأمل لسكان حلب.”

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط