الذوق في الدعوة إلى الله تعالى

د. محمد نور حمدان

994

مما هو ملاحظ اليوم على كثير من الدعاة وخاصة بعد اختلاط الحابل بالنابل على وسائل التواصل الاجتماعي الأسلوب الفج المستخدم لدى الدعاة في الدعوة إلى الله.

وعندما أتحدث عن الدعاة أقصد كل إنسان مسلم فكل إنسان مسلم داعية إلى الله تعالى بمقاله أو بحاله أو بعمله وكثير من هؤلاء الدعاة يحتاج إلى تعلم أساليب الدعوة إلى الله تعالى وأولوياتها وكيف يدعو إلى الله تعالى تجد إنساناً فرحاً بمنشور يأتي (داعية) ويعلق (اتق الله يا رجل) (سقطت من عيني) وكثير من التنمر في التعليقات حتى تعتقد أن هذا الشخص قد فعل منكراً كبيراً وليس أمراً مختلفاًً فيه في الشريعة وهكذا من يراقب البوستات في وسائل التواصل الاجتماعي والتعليقات على هذه البوستات تجد كثير من هذه النماذج الفجة التي تعتقد أنها تحسن صنعاً في الدعوة إلى الله تعالى.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

إن اهم آية نزلت في الدعوة إلى الله قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وأين دعاة اليوم من هذه الآية المهمة التي يجب أن يضعها كل إنسان مسلم نصب عينيه كلما يفكر في أن يقول قال الله وقال الرسول.

كثير من هؤلاء المعلقين انقلب من داعية إلى الله تعالى إلى قاض ليحاسب الناس ويجرمهم أو يبرئهم، ولم تقتصر مهمته على الدعوة إلى الله تعالى
لو تصور الداعية نفسه مندوب ومسوق يعرض بضاعته أمام الناس يا ترى كيف سيعرض هذه البضاعة للناس؟ أنا متأكد أنه سيعرضها بأسلوب منمق وجميل وهادئ ويستخدم أحسن الألفاظ فليكن الداعية كالمندوب والمسوق في دعوته إلى الله تعالى.

أعتقد أنّ كثيراً من الدعاة اليوم يحتاج إلى تعلم فن الذوق والكلام وخطاب الآخرين قبل أن يدعو إلى الله عز وجل فكثير من الدعاة عندما يستخدم الأسلوب الفج سينفر ويسيء أكثر مما يحسن وقد قال تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).

في المعاهد السياسية يوجد مواد كاملة وخاصة بالفن الدبلوماسي والإتيكيت السياسي وكيف يجب أن يتصرف الدبلوماسي بشكله ولباسه وحركاته أمام الناس فهو يمثل دولته ويجب أن يمثلها بأفضل تمثيل.

وسؤالي للقائمين على المعاهد الدعوية لماذا لا يكون في منهاج الدعاة فن الحوار و(الإتكيت) في مناهجهم ليتعلم دعاتنا كيف يدعون إلى تعالى من ناحية الأسلوب والشكل والمقال؟

وفي الحقيقة لو طالعنا سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وكيف كان يدعو الناس والأسلوب الذي يدعو به لأغنانا عن كل شيء (وما أرسلتاك إلا رحمة للعالمين) فلنكن مروجين ومندوبين في دعوتنا ولنسوق بضاعتنا أفضل تسويق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط