الزعتر البري مصدر دخل أساسي لسكان قرية معراتة الشلف

0 725

علاء الدين إسماعيل

كحارس أمين تقف قرية (معراته الشلف) وسط منطقة فاصلة بين جبل الأعلى وجبل باريشا لتطل على سهل معراته أو الشلف الذي يبلغ طوله ما يقارب ثماني كيلومترات وعرضه كيلومتر، فتبعد شمال غرب مدينة إدلب بنحو أربعين كيلومترًا وإلى الشرق من مدينة حارم بنحو ستة عشر كيلومترًا وعلى مقربة من بلدة قورقانيا، ولربما أهم ما يميز معراته هو هذا الموقع الجميل والأخاذ الذي يشد الزائر ويمتع الناظر بجمال الطبيعة المحيطة، إضافة إلى هدوء تلك القرية الوادعة التي تشكل صلة الوصل ما بين السهل والجبل.

ومعراته كما يقول الناشط (أحمد أسعد) لصحيفة حبر: “هي بلدة قديمة تعود بتاريخها للعهد الروماني، ويرجح أن يكون اسم معراته الشلف هو اسم آرامي أصله معرت شلفا، وتعني مغارة الشيخ، ويذهب بعض الباحثين إلى أن تسميتها تعني مغارة الشلف؛ لأن كلمة معراته تعني مغارة والشلف هو اسم السهل المجاور لها، وهو السهل المنبسط بين جبلين وذو عرض أكبر من أرض الوادي، وتغمر هذا الشلف مياه الأمطار في مواسم الخير التي تكون فيها الأمطار غزيرة، حيث كانت المياه تنصرف من خلاله بفترة قصيرة في منطقة تسمى البالع أو الفالق نظرًا لكونها تبتلع مياه الأمطار التي تتجمع في سهل الشلف لتذهب إلى جوف الأرض، لكن منذ سنوات ونتيجة إغلاق هذا البالع بدأ السكان يعانون من غمر مياه الأمطار ومياه السيول التي تتجمع فيه من المنحدرات الجبلية لأراضي الشلف وخاصة في المواسم التي تكون فيها الأمطار غزيرة.

وعن واقعها الحالي يضيف أسعد: “إن عدد سكان معراته الشلف المسجلين بالأحوال المدنية يبلغ ما يقارب خمسة آلاف نسمة، في حين إن سكانها القاطنين يعمل معظمهم بالزراعة وأهم المحاصيل التي تزرع فيها هي الزيتون والحبوب بأنواعها.

توجه أهالي معراته لزراعة الزعتر البري:

وحاليًا اتجه أهالي القرية إلى زراعة الزعتر البري، حيث انتشرت زراعته بشكل كبير في البلدة.

اقرأ أيضاً: درعا تنتفض مجدداً بوجه الأسد: لا تنتخبوا الطاغية

ويُعرف الزعتر البري اسمه العلمي بأنه شجيرة يتراوح ارتفاعها من 15 إلى 20 سم وتكون جذور نبتته متفرعة وأوراقها صغيرة، وهو نبات عطري يحمل العديد من الفوائد وموطنه الأصلي هو البحر الأبيض المتوسط.

ويوضح (أسعد) أن زراعة الزعتر البري في المنطقة هي محاولة لإيجاد محصول جديد لزراعته، وقمنا حاليًا بتجربة جديدة، ورغم أن المزارعين لم يتمكنوا إلى الآن تحديد التربة الملائمة لزراعة الزعتر البري، إلا أنها أصبحت زراعة شائعة في المنطقة.

وأضاف (أسعد) أن “الزعتر البري يحتاج عناية كثيرة؛ لأن نسبة الأضرار قد تكون كبيرة جدًا إن لم ينم النبات بشكل جيد، ما يتسبب في بعض الأحيان بجفاف النبتة، ويحتاج أيضًا إلى تعريض النباتات للشمس عن طريق بيوت خاصة للتجفيف. ”

ورغم أن قرية معراته تعد من أشهر القرى في سورية بالزعتر البري، إلا أنها لم تشهد زراعة الزعتر البري سابقًا، فقد أعتاد السكان قبلًا الحصول على حاجتهم منه من أطراف الأراضي الزراعية وبالقرب من الينابيع التي تغذي الأراضي الزراعية.

كما كان قطف الزعتر البري الأخضر وغيره من الأعشاب الطبيعية التي تنمو بشكل تلقائي في المناطق الجبلية وبالقرب من الأودية مصدر رزق لعدد من العائلات في المنطقة، وذلك لاستخدامها في صناعة الأدوية ودخولها في مكونات إعداد بعض المأكولات والمشروبات الشعبية المحلية.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

أسعار الزعتر البري:

فيما قال الحاج (إسماعيل جمعة)، وهو مزارع من سكان قرية معراته: إنه كان يحصل على مردود جيد من بيع الزعتر البري الذي كان يجمعه من جانب الأراضي التي لم تحصد، وبالأخص في فترة الربيع كنت أبيع الكيلوغرام الواحد من الزعتر الأخضر بـأربعة آلاف ليرةـ، أما اليابس فيصل سعره إلى ثمانية آلاف ليرة سورية في العام الماضي، أما الآن وبعد تبديل العملة السورية للعملة التركية فيباع الكيلو غرام الواحد بما يقارب ليرة ونصف تركي بعد انتشاره في الأسواق الرئيسة، أما بداية طرح المحصول في الأسواق فيبلغ 5 ليرات تركية.

وأضاف: “منذ ذلك الوقت قررت زراعة الزعتر البري من أجل كسب مرابح جيدة وتطوير طرق زراعته لجني كميات كبيرة من محصوله وتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي في القرية.”

 

ماذا تحتاج زراعة الزعتر البري؟

بدوره قال المهندس الزراعي (أنس الرحمون) لحبر: “يعدُّ الزعتر البري من محاصيل النباتات العطرية، ولا يمكن عدّه محصولاً إستراتيجيًا لكونه لا يدخل في تغذية الإنسان ولا الحيوان، فضلاً عن أنه نبات طبي بالدرجة الأولى.”

وعند سؤال الرحمون: هل زراعته تحتاج جهدًا كبيرًا ومصاريف كبيرة؟

أجاب: “لا إطلاقًا، تزرع بذور الزعتر البري على عمق 6 سم، وتنبت بعد أسبوعين تقريبًا، وهي أشبه ما تكون بالبقدونس والنعنع من حيث الخدمة، حيث يعدُّ الزعتر من الزراعات قليلة الاحتياج للأسمدة، أما المبيدات فنادرًا ما تتطفل عليه حشرات تستدعي المكافحة بالرش.”

ويعاني سكان قرية معراته من انخفاض سعر كيلو الغرام الواحد من الزعتر البري نتيجة عدم تصدير المحصول منه إلى خارج البلاد كتركيا على سبيل المثال، مما يعكس من كمية الإنتاج على المزارعين ومعيشتهم.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط