حرم السوسيال السويدي عائلة اللاجئ السوري دياب طلال من أطفالها الخمسة بينهم رضيع.
وأصدر السوسيال بحسب موقع أخبار السويد قراراً يقضي بحرمان السوري دياب طلال (38 سنة)، وزوجته أمل شيخو، من أطفالهما الخمسة جميعا لأنه يرى الزوجين غير مؤهلين لتربية الأولاد.
والأطفال هم، قصي (9 سنوات)، ضحى (7 سنوات)، وفاء (5 سنوات)، رهف (3 سنوات) ومحمد رضيع عمره أقل من سنة.
دياب يتمنى البقاء في سورية
ويقول دياب: أتمنى لو أني بقيت مع عائلتي تحت القصف والبراميل ولم آت إلى السويد، لأني لم أر يوماً سعيداً منذ وصلت إلى هنا وما أعيشه حالياً هو كابوس حقيقي لم ينته بعد.
الكشف عن وجهة رونالدو بعد مانشستر يونايتد
وأضاف، في أول ثمانية أشهر من وصولنا إلى السويد أصبت أنا وزوجتي بحالة من الاكتئاب، لأننا كنا حديثي عهد في هذه البلاد، ولم نعرف كيفية التواصل مع السويديين، لا سيما أننا أميّان ونعيش في مدينة شمال السويد تصل درجة الحرارة فيها إلى أقل من أربعين تحت الصفر في الشتاء.
سبب القرار
وأشار إلى أنه في إحدى الأيام شاهدت إحدى جارتنا زوجتي أمل شيخو في غرفة الغسيل المشتركة تبكي، فقامت بالاتصال بمكتب السوسيال الذي قام بمتابعة الموضوع والتحقيق مع الأطفال في المدرسة لمعرفة فيما إذا تعرضوا للضرب أم لا وحينئذ قالت لهم ابنتي ضحى بأن أمي ضربتني.
وأضاف، بعد أربعة أيام تم استدعاء جميع أفراد العائلة إلى مكتب السوسيال للتحقيق معنا ووضعوا الأطفال في غرفة الألعاب، وبعد التحقيق اكتشفنا أن لغرفة اللعب باباً آخر قاموا بسحب الأطفال عبره وأخبرونا بأنهم سوف يضعون الأطفال في دار الحماية لاستكمال التحقيقات وطلبوا واحداً منا فقط لمرافقة الأطفال.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هناِ
وقال اللاجئ السوري، رفضنا ذلك بداية وأخبرتهم بأن زوجتي تعاني من اكتئاب بسيط وكانت تبكي كونها بعيدة عن أهلها وتشعر بالغربة.. وهذا طبيعي كوننا نعيش في منطقة شمال السويد لا يسكنها إلا القليل من البشر ولا نتواصل مع أحد ونشعر بالغربة والحنين للأهل.
وتابع دياب، لم يستمعوا لنا ووضعوا كل الأطفال في دار الحماية في منطقة نائية محاطة بالكلاب البوليسية ورافقتهم زوجتي فقط.
وأضاف، لم أستطع حينئذ التواصل مع زوجتي وأطفالي وكان الأطفال حينئذ يذهبون إلى المدرسة، وكان موظفو السوسيال يخبرون زوجتي بأن الأطفال ربما يعودون وربما لا، الأمر الذي جعلها تعيش بحالة قلق عندما تسمع ذلك خصوصاً أن المنطقة كانت موحشة جداً.
وتابع اللاجئ السوري، بعد شهر ونصف وكّلنا محامياً للدفاع عنا في المحكمة وحققت الشرطة معنا ولم يستطيعوا إثبات أي عنف موجه ضد الأطفال وحتى المشفى لم تستطع إثبات أي علامات ضرب على أجساد الأطفال.
و استمرت القضية في المحاكم ثلاثة أشهر وكان مكتب السوسيال يدعي أن الزوجة تعاني من التوتر والاكتئاب، وبالتالي فهي غير مؤهلة لتربية الأطفال، الأمر الذي ينفيه دياب بقوله إن زوجتي راجعت طبيباً نفسياً وأثبت أنها لا تعاني من أي مشكلات نفسية.
اتهامات باطلة
وأضاف دياب ثم اتهمني مكتب السوسيال بأني بخيل أمام المحكمة التي قدمت لها كل الفواتير وثبت العكس أي أنني صرفت كثيراً من المال، مشيراً إلى أن المحكمة لم تستطع إثبات أي شيء ضده وزوجته. بعد المحكمة سمح للزوجين برؤية الأطفال كل شهر لساعة واحدة فقط.
وخلال إحدى مقابلاتنا مع الأطفال وبعد انتهاء الزيارة صار الأطفال يصرخون ويبكون على فراقنا، الأمر الذي اعتبره السوسيال أن الأطفال كانوا خائفين منا.
وبناء على ما حصل تم تسليم الأطفال إلى عدة عائلات سويدية لرعايتهم ومنذ ذلك اليوم أي منذ أكثر من ثلاث سنوات، وإلى الآن نحن ممنوعون من رؤية الأطفال بحسب الأب الذي قال نراهم عبر صور ورقية غير ملونة يرسلها لنا السوسيال.
الطفل الخامس عمره خمس دقائق
ولم تنته معاناة دياب عند هذا الحد، ويكمل كيف سحب السوسيال منه طفله الخامس محمد المولود حديثاً.
وقال، بعد ثلاث سنوات من سحب أطفالي الثلاثة، حملت زوجتي فأبلغنا السوسيال وطلبنا منهم أن نلتحق بدورة تأهيلية لنتعلم كيف نربي الطفل لنبين لهم أننا متعاونون وخضعنا بالفعل لدورة (حلقة الأمان والتربية للطفل) وأعطونا بعدها مبلغ مالي واشترينا به عربة للطفل القادم.
وأضاف، لكن الكارثة أنه بعد ولادة الطفل بخمس دقائق وهو لا يزال على الميزان جاء موظفو السوسيال وقاموا بسحبه ومنعوا أمه من رؤيته ولم يسمحوا لها حتى بإرضاعه لكي يتقبل أي حليب آخر بحسب ما قالوا لنا.
وتابع دياب حديثه، صارت زوجتي تصرخ وتبكي على مولودها لكنهم لم يعطوها إياه وحينئذ انهارت وأغمي عليها، في تلك اللحظة حاولتُ الدخول إلى غرفة زوجتي في المشفى لتهدئتها وكسرت القفل ودخلت فوجدتها منهارة تماماً وبعد ذلك جاءت الشرطة وخيروني بين الذهاب إلى السجن أو المنزل فعدنا إلى المنزل وبعد أيام وصلتني غرامة بقيمة 7500 كرون لدفع ثمن القفل الذي كسرته.
وبعد نحو أربعة أشهر من سحب الرضيع سمح السوسيال لوالديه برؤيته، ويقول الأب خلال الزيارة، حاولت أن أؤذن في أذن الطفل لكنهم منعوني وطلبوا من زوجتي ألا ترضع الطفل وإلا فسيمنعوننا من رؤيته في حال لم تلتزم بالأمر.
ويضيف اللاجئ السوري، كان الطفل خلال لقائنا به يبكي لأنه كان جائعاً والمربية تقصدت إحضاره وهو جائع ليبكي عندما نحمله لأنه كان يريد رضاعة الحليب التي كانت مع المربية.
وبعد ذلك تمت إحالة ملف الطفل الجديد إلى المحكمة، التي قررت بأنه بما أن الطفل عندما يرى والديه يبكي فيجب أن نُمنع من رؤيته، بحسب ما يرويه دياب.
ويضيف، أن العائلة السويدية التي تربي طفلنا الرضيع غيرت اسمه من محمد إلى محمد أندرياس.
التهديد بسحب أي طفل
ويواصل اللاجئ السوري الحديث عن معاناة أسرته التي لم تتوقف عند سحب خمسة من أطفاله أحدهم رضيع، وإنما وصلت إلى حد إبلاغه بأن أي طفل جديد للعائلة سيتم سحبه.
وقال دياب، بعد ثمانية أشهر من ولادة طفلي محمد، حملت زوجتي بطفل جديد، وعندما علِم السوسيال بذلك من المشفى طلبوا منا أن نجهض الجنين بسبب عدم توفر عائلات سويدية تستقبل هذا الطفل.
وأضاف، أخبرت موظفي السوسيال نحن أهل الطفل ونريد أن نربيه ونريد استرجاع إخوانه أيضاً ولن نستسلم حتى يعود الجميع لحضننا.
وقبل أيام أخبر السوسيال دياب بأنهم وجدوا عائلة سويدية تقبل استقبال الطفل الذي ما زال في بطن أمه، كما طلبوا من الزوجة ألا تغادر البلد إلا بعد إعلام البلدية، بحسب رواية اللاجئ السوري.
ويتابع دياب حديثه، بعد أربع سنوات من المعاناة والبكاء والمطالبات لإعادة أطفالنا لم نستفد أي شيء وأخبرونا بأننا لن نرى الأطفال حتى يبلغوا من العمر 18 واحتمال أن تتمدد فترة الحضانة إلى 21 عاماً.
وأضاف دياب بأن موظفي السوسيال أخبرونا أيضاً بأننا كلما أنجبنا طفلا فسيتم سحبه ولن يسمح لنا بتربيته حتى بحال أن الزوجة تزوجت من زوج آخر أو الزوج تزوج من زوجة أخرى.
وبحسب دياب، ترعى ثلاث عائلات سويدية أطفاله، الطفلة التي تعاني من متلازمة داون مع عائلة والأربعة المتبقين كل اثنين مع عائلة