الصحة العالمية: توقف الدعم يعمق الأزمة الصحية في شمال غربي سوريا

المرافق الصحية شمال غرب سوريا
254

حذرت منظمة الصحة العالمية في بيان لها من تدهور النظام الصحي في شمال غربي سوريا بشكل حاد، بعد 13 عامًا من الصراع والكوارث الطبيعية، متزامنًا مع وقف الدعم عن عشرات المنشآت الصحية.

وقالت روزا كريستاني، رئيسة مكتب منظمة الصحة العالمية في غازي عنتاب التركية، إن 80% من سكان شمال غربي سوريا البالغ عددهم 5.1 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدة صحية.

اقرأ أيضاً: حظر الأسلحة الكيميائية تكذّب نظام الأسد

وأشارت إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص يعاني من اضطرابات الصحة العقلية. وأضافت أن الأمراض المعدية وغير المعدية تشكل تهديدًا كبيرًا للسكان، متسببة في 75% من الوفيات، حيث تفشت أمراض مثل الكوليرا والحصبة.

وأضافت كريستاني أن نحو ثلث المرافق الصحية في شمال غربي سوريا لا تعمل حاليًا بسبب نقص الموارد البشرية، بعدما نزح عدد كبير من العاملين في مجال الصحة.

ولفتت إلى أن نقص التمويل يهدد بتعطيل علاج مرضى الرعاية الحرجة، مما قد يؤدي إلى إعاقة أو وفاة الكثيرين في الأشهر الستة المقبلة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

من جهتها، طالبت “مديرية صحة إدلب” المجتمع الدولي والمانحين الدوليين بتحمل مسؤولياتهم تجاه أكثر من 5 مليون مدني في شمال غرب سوريا، والعمل على توفير الخدمات الطبية المجانية المنقذة للحياة، محذرة من كارثة إنسانية كبيرة جراء تخفيض التمويل الدولي للقطاع الصحي بنسب تتراوح بين 30% و60%.

وأكدت المديرية أن توقف الدعم عن المشافي، خصوصًا مشافي النساء والأطفال وبرنامج اللقاح ومراكز غسيل الكلى وبنوك الدم، سيكون له آثار صحية كارثية على السكان، مع زيادة انتشار الأوبئة والأمراض وارتفاع الوفيات، خصوصًا بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وبحلول نهاية شهر يونيو، سيتوقف الدعم عن 112 منشأة صحية تخدم حوالي 1.5 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 136 منشأة بنهاية العام، تخدم 5 مليون شخص، منهم 3.5 مليون نازح يعيشون في مخيمات قرب الحدود التركية.

وفي محافظة إدلب، سيؤثر انقطاع الدعم على 14 مشفى (بينها 8 مشافي نسائية وأطفال)، و22 مركز رعاية صحية أولية، و6 مراكز علاج فيزيائي، و4 مراكز تلاسيميا، مما يزيد الضغط على المنشآت الصحية الأخرى ويعيق تقديم الخدمات الضرورية للمرضى.

من جانبه، أعرب مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عن مخاوفه بشأن نقص التمويل اللازم للمساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن 16.7 مليون سوري بحاجة إلى المساعدات، وهو عدد أكبر من أي فترة أخرى خلال الصراع.

وفي مؤتمر بروكسل الثامن لدعم مستقبل سوريا، أشارت لجنة الإنقاذ الدولية إلى أن التعهدات المالية من المانحين غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة على أرض الواقع، حيث بلغ إجمالي التعهدات 7.5 مليار يورو، وهو مبلغ غير كافٍ لتغطية الاحتياجات الإنسانية في سوريا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط