الصين تؤكد استمرار العقوبات الأممية على “هيئة تحرير الشام”

68

أكدت الصين أنه لم تتهيأ الظروف بعد لرفع “هيئة تحرير الشام” وأعضائها الرئيسيين من قائمة العقوبات الأممية، وذلك وفقًا لما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون. جاء ذلك في مؤتمر صحفي رداً على استفسارات بشأن مقترحات بعض الدول لرفع العقوبات المفروضة على الجماعة السورية المسلحة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1267.

وقال قوه: “لاحظنا أن هناك اعتقادًا واسعًا بأن الظروف الحالية لا تسمح برفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات الخاصة بلجنة مجلس الأمن”، مشددًا على أن بكين تحث السلطات السورية الجديدة على اتخاذ تدابير ملموسة لمكافحة الإرهاب والاستجابة لشواغل المجتمع الدولي.

مؤتمر النصر وإعلان مرحلة سياسية جديدة

في خطوة محورية، عقدت الإدارة السورية الجديدة “مؤتمر النصر” في 29 يناير 2025 بدمشق، بمشاركة واسعة من مختلف المكونات العسكرية والمدنية، حيث أعلنت نهاية حقبة حكم الأسد التي استمرت 54 عامًا، وإطلاق مرحلة جديدة في سوريا.

وأعلن العقيد حسن عبد الغني، الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية، تولي أحمد الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، إضافة إلى حل جميع الفصائل العسكرية والسياسية، بما في ذلك “هيئة تحرير الشام”، في إطار إعادة بناء المؤسسات السورية.

الإدارة الأمريكية تُبقي على تصنيف “هيئة تحرير الشام”

رغم التحولات السياسية في سوريا، أبقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على تصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية، مع تأجيل النظر في رفع التصنيف إلى إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، صرح مسؤولون أمريكيون بأن تصنيف الهيئة يشكل عقبة رئيسية أمام تعافي سوريا اقتصاديًا، مؤكدين أن القيادة الجديدة في دمشق بحاجة إلى إثبات قطيعتها مع الجماعات المتطرفة، لا سيما تنظيم القاعدة، قبل النظر في أي تعديل على العقوبات المفروضة عليها.

اقرأ أيضاً: الاتحاد السوري لكرة القدم يعلن استئناف النشاط الكروي

وأضاف مسؤول أمريكي: “ستكون الأفعال أعلى صوتًا من الكلمات”، في إشارة إلى مخاوف واشنطن من تعيين مقاتلين سابقين في مناصب حساسة بوزارة الدفاع السورية.

تحركات أمريكية وغربية تجاه الحكومة السورية الجديدة

في ظل هذه التطورات، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا عامًا يسمح ببعض المعاملات الإنسانية مع الحكومة السورية، مثل توفير المياه والكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى استثناءات محددة في قطاع الطاقة. كما أشارت تقارير إلى وجود تواصل دبلوماسي مع الحكومة الجديدة في دمشق، في خطوة اعتُبرت “استباقية” لضمان الاستقرار في سوريا.

وكانت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، قد أعلنت سابقًا إلغاء المكافأة المالية التي كانت مخصصة للحصول على معلومات عن أحمد الشرع، المعروف سابقًا بـ”أبو محمد الجولاني”، مؤكدة أن هذا القرار يعكس تغير أولويات واشنطن في التعامل مع الملف السوري.

الشرع يسعى لإزالة العقوبات وفتح قنوات دبلوماسية

مع توليه رئاسة سوريا، يعمل أحمد الشرع على إزالة العقوبات المفروضة على بلاده وفتح قنوات دبلوماسية جديدة مع الدول الغربية والعربية. وأكد في تصريحات إعلامية أن “سوريا أنهكتها الحرب، والوقت قد حان لإعادة البناء”، مشيرًا إلى أن حكومته لا تشكل تهديدًا للغرب أو لدول الجوار.

وفي سياق متصل، تشهد دمشق حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا مع زيارات وفود غربية وعربية لبحث إمكانية إعادة فتح السفارات وتعزيز التعاون الاقتصادي.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط