وثقت منظمة العفو الدولية 59 حالة من حالات الاعتقال التعسفي أو غير القانوني لرجال ونساء إثر عودتهم إلى سورية.
وذكرت المنظمة في تقرير لها اليوم الثلاثاء، بعنوان: “أنت ذاهب إلى الموت” بأن الأمن السوري قد اعتقل مواطنين سوريين ممن عادوا إلى وطنهم بعد طلبهم اللجوء في الخارج ومارس عليهم التعذيب، وأعمال العنف الجنسي.
كما ووثَّقت العفو الدولية مجموعة من الانتهاكات المروّعة التي ارتكبها ضباط المخابرات السورية بحق 66 من العائدين، من بينهم 13 طفلاً.
يأتي من بين هذه الانتهاكات خمس حالات لأشخاص لقوا حتفهم في الحجز إثر عودتهم إلى سورية، في حين لا يزال مصير 17 ممن تم إخفاؤهم قسرًا مجهولاً، وفقًا للمنظمة.
لا توجد في سورية أي منطقة آمنة لعودة اللاجئين:
وتثبت الإفادات المروعة الواردة في تقرير منظمة العفو الدولية أنه لا توجد في سورية أي منطقة آمنة لعودة اللاجئين، بالرغم من أن عددًا من الدول، من بينها الدانمرك والسويد، تفرض قيودًا على حماية اللاجئين السوريين ، وتمارس الضغوط عليهم لحملهم على العودة إلى وطنهم.
وأفاد بعض العائدين لمنظمة العفو الدولية بأن ضباط المخابرات استهدفوهم بشكل صريح بسبب قرارهم بالفرار من سورية، متهمين إياهم بعدم الولاء أو “الإرهاب”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
وقالت الباحثة المعنية بحقوق اللاجئين في منظمة العفو الدولية (ماري فورستيي): “إن أي حكومة تزعم أن سورية أصبحت الآن بلدًا آمنًا تتجاهل عامدةً الأوضاع الرهيبة على أرض الواقع، وتترك اللاجئين مرة أخرى نهبًا للخوف على أرواحهم. ”
وأضافت:” نحن نحث الحكومات الأوروبية على منح صفة اللاجئ للأشخاص الذين رحلوا عن سورية، والتوقف فورًا عن أي أفعال مباشرة أو غير مباشرة تجبر هؤلاء الأشخاص على العودة إلى سورية.
ويجب على حكومات لبنان والأردن حماية اللاجئين السوريين من الترحيل أو غيره من أشكال الإعادة القسرية، تماشيًا مع التزاماتها الدولية”.
وشددت فورستيي قائلةً: “نحن نحث السلطات السورية على ضمان حماية العائدين، ووضع حد لما يقاسونه من انتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك ضمان احترام وحماية وإحقاق حقوق الإنسان لكل الناقرس في سورية.
أما البلدان المضيفة للاجئين السوريين فيجب عليها الاستمرار في إيوائهم وإتاحة ملاذ آمن لهم، وضمان الاستمرار في حمايتهم من فظائع الحكومة السورية”.
اقرأ أيضاً: أمريكا تحسم موقفها من التطبيع مع الأسد
ووفقًا للمنظمة فإن الانتهاكات جاءت بحق اللاجئين العائدين إلى سورية من لبنان ومخيم الركبان الحدودي (مخيم غير رسمي يقع على الحدود بين الأردن وسورية)، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة بين منتصف 2017 وربيع 2021، استنادًا إلى مقابلات أجرتها المنظمة مع 41 مواطنًا سوريًا، من بينهم بعض العائدين وأقاربهم وأصدقائهم، بالإضافة إلى محامين، وعاملين في المجال الإنساني، وخبراء متخصصين في الشأن السوري.
الجدير ذكره أن ميلشيات الأسد تستهدف العائدين إلى سورية، متهمةً من فروا من البلاد بالخيانة أو تأييد “الإرهاب”.