العود وقشره.. تفاهة وإعلام بلا هدف!

عبد الملك قرة محمد

0 733

منذ حلقته الأولى سلَّط برنامج (العود وقشره) الذي يعرض على منصة (المبدعون السوريون) الضوء على أمور اجتماعية مهمة بأسلوب جديد لفت الأنظار؛ لأنها المرة الأولى الذي يستخدم فيه أسلوب الكاميرا الخفية في المحرر.

هذه البداية الموفقة لم تستمر طويلاً، فبعد أن تناول البرنامج كرم أبناء الشمال السوري وأمانتهم وعاداتهم الطيبة، انتقل البرنامج من الأمور الاجتماعية إلى السياسية الثورية، وأقحم فيها أساليب تافهة لا تصلح في هذا الميدان، بل وتخلى أيضًا عن أسلوب الكاميرا الخفية الذي كان لبّ الفكرة الأساسية للبرنامج وهي (تعامل الناس مع أمور اجتماعية بعيدًا عن الكاميرات).

 

الحلقة المثيرة للجدل التي لاقت غضبًا كبيرًا من قبل الإعلاميين على وجه الخصوص، كانت حول تحدٍّ غريب من نوعه وعليه مآخذ عديدة أولها أنه مستفز لمشاعر ملايين السوريين.

فكرة التحدي بسيطة وموجودة بكثرة على المنصات وقنوات اليوتيوب باختصار: “احرق صورة رمز من رموز الثورة السورية ولك 100 دولار”.

قد يقول البعض: إن الفكرة جيدة وتؤكد تمسك الناس بمبادئ الثورة رغم كل الظروف! ولكن ماذا لو لم يكن هناك كاميرات تسجل؟! أو ماذا لو قام أحد الفقراء أو المحتاجين بحرق هذه الصورة؟! هل سيبث البرنامج هذه اللقطة؟ مقدِّم البرنامج نفسه ردَّ على هذا السؤال بأنه لو تعرض لذلك لمنع الشخص من الاقتراب من الصورة أو حرقها!! إذًا أين التحدي؟!

وهل سيتجرأ أحد المدنيين على هذا الفعل وهو يرى الكاميرات تصور حركاته! إذًا نحن أمام تحدٍ لكن بنتيجة واحدة هي التي أرادها مقدِّم البرنامج، فالفكرة من الناحية العملية تافهة وفاشلة، ولن تحمل الإثارة ذاتها لو وُضعت كاميرات خفية وكان التحدي ضمن معايير محددة ومحترمة.

اقرأ أيضاً: تحضيرات العيد حاضرة في ذاكرة السوريين وشبه غائبة عن موائدهم

لم يفكر القائمون على البرنامج ولا القائمون على المنصة التي تعرِضه بمشاعر الناس الذين يشاهدون صور شهدائهم وأبطالهم تتحول إلى أداة لجذب الجمهور في برنامج يفترض أن يكون ترفيهيًا اجتماعيًا ولا يقترب من الأمور السياسية الجدية لأنها ستفسد نكهته المعتادة.

أيضًا لم يفكر القائمون على البرنامج بشعور المدني وهو يفكر بما سيشتريه بهذا المبلغ قبيل أن يتفاجأ بأنه كما الصور الموجودة ضحية لفكرة يراها البرنامج صحيحة وهادفة.

الفكرة التي استقاها المقدِّم من مقاطع مصورة على يوتيوب يمكن تطبيقها في حالتين: الأولى أن ينفذ التحدي ذاته في أي بلد غير سورية، وينقل جميع وجهات النظر ليرى نسبة إيمان غير السوريين بالثورة السورية.

أما الحالة الأخرى التي يمكن أن تندرج تحت الهدف الاجتماعي الذي يهدف إليه البرنامج هو تصوير التحدي ذاته لكن مع فئة عمرية صغيرة لتسليط الضوء على التربية السليمة للأطفال والقيم المغروسة في نفوسهم.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

هذا الكلام ليس من باب التجريح بأحد، بل لا بد أن ننهي بما بدأناه من إشادة بالبرنامج وبأفكاره التي لفتت الأنظار وبالجهود المبذولة.

لذلك من الأفضل حذف الحلقة التي يمكن أن تفوز بجائزة أتفه ما أنتجه إعلام الثورة، كما يجب تقديم اعتذار يليق بالقائمين على هذه البرامج المميزة وبمتابعيهم مع التركيز على فكرة البرنامج الأساسية التي بدأ بها وأحبها الناس.. مع خالص المحبة.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط