اللشمانيا تجتاح مناطق نبع السلام وصعوبة في تأمين العلاج

غنى مصطفى

0 11٬100

 

 

اجتاحت اللشمانيا بشكل كبير منطقة رأس العين بريف الحسكة الغربي وسلوك وتل أبيض والقرى التابعة لها بريف الرقة الشمالي في الفترة الأخيرة، متسببة بإصابة أكثر من 19 ألف حالة، وسط ضعف الإمكانيات المتوفرة في المنطقة، وقلة الدعم الإغاثي والمساعدات، ما ساعد على هذا الانتشار الكبير لليشمانيا وخاصة بين فئة الأطفال التي تجاوزت 60% من معدل الإصابات.

 

الإصابة بالليشمانيا شوَّهت جمال وجه الطفلة أنسام ذات السبع سنوات، القاطنة في إحدى القرى التابعة لبلدة سلوك، دون الحصول على علاج فعّال للقضاء على تلك الحبة التي لازالت تتوسع بوجهها.

تحديات تواجه المتدربين في النوادي الرياضية بالشمال السوري

ويقول والد الطفلة أنسام لصحيفة حبر: “نعجز عن شراء المراهم والأدوية من الصيدليات في المناطق المجاورة، ولا نمتلك وسائل النقل للتوجه إلى المراكز الصحية، فالعلاج يحتاج عدة جرعات مستمرة، وشراء الدواء شبه مستحيل بسبب ارتفاع تكاليف العلاج”.

ويناشد الجهات المعنية بتقديم الناموسيات والمبيدات الحشرية لمواجهة هذا المرض.

 

أسباب حبة الليشمانيا وأعداد المصابين:

 

ويعزو (جمال الحمود) مسؤول الصحة في منطقة تل أبيض، سبب انتشار اللشمانيا إلى إهمال عملية رش مبيد اللشمانيا الناتج عن ضعف الإمكانيات المتوفرة بالمنطقة، كونها شبه محاصرة ومحجوبة عن الدعم الإنساني، ما أدى إلى تفشي الوباء بشكل كبير، فتجاوز نطاق السيطرة عليه بصورة عامة وفئة الأطفال بصورة خاصة.

 

وقال الحمود لصحيفة حبر: ” إن العدد الإجمالي للإصابات بلغ 19 ألف حالة، وبلغ عدد المراجعين للمراكز الصحية 4 آلاف حالة شُفي منها 85% “.

يوجد في مدينة تل أبيض ثماني مراكز صحية و4 مشافي اثنين منها خاصة، بينما يوجد 5 مراكز صحية في منطقة رأس العين و4 مشافٍ وكلها تعمل بطاقتها.

 

ماذا يحتاج المريض للتعافي؟

ويؤكد (جاسم أسود) أحد القائمين على حملة علاج اللشمانيا أن “حاجة المريض للعلاج من هذا المرض تختلف بحسب الإصابة وعددها وانتشارها، فالبعض يحتاج 5 أمبولات، والبعض الآخر يحتاج بين 30 – 45 أمبولة بحسب وزن المريض، إذا كان وزنه 75 كيلو يحتاج أمبولة ونصف لمدة 20 يومًا على الأقل، وفي بعض الأحيان يحتاج مدة شهر كامل للعلاج، وأحيانًا يحتاج علاجًا لمدة شهر كامل،

والعلاج المبكر مهم جدًا لتسريع الشفاء، فكلما تأخر المريض في علاجها تكبر الحبة وعلاجها يصبح أصعب”.

موضحًا أن المنطقة بحاجة مبدئيًا إلى 100000 أمبولة، وسيكون العلاج عضليًا لهذا سيكون مكلف ماديًا.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

مساعٍ ومبادرات بجهود فردية:

افتتحت مؤخرًا منظمة (بذور السلام) مركزًا صحيًا في قرية (الفليو) التي تبعد مسافة 22كم عن بلدة سلوك، وسيقدم المركز خدماته الطبية لقرابة 15 ألف نسمة من سكان القرية والقرى المجاورة.

ويقول (جاسم أسود) وهو من المؤسسين لهذا المركز: ” سيتم تفعيل المركز بداية الأسبوع القادم لتغطية منطقة الفليو والمناطق القريبة من سلوك، ما يسهل وصول الناس للمراكز المختصة بعلاج اللشمانيا، ويوفر عنهم عناء التنقل والمواصلات،

ومن الممكن أن يكون هناك أيضًا عيادة متنقلة تزور القرى والمناطق النائية”.

 

وفي وقت سابق أطلق نشطاء بالتعاون مع مكتب الصحة والصحة التركية في مدينة رأس العين حملةً لتوفير العلاج والحقن، واستطاعوا تأمين 880 حقنة، ومن المتوقع وصول 3 آلاف حقنة أخرى قريبًا، وتم تخصيص كوادر متطوعة من الشباب المختصين بعلاج اللشمانيا، ولاتزال الحملة مستمرة حتى الآن.

واللشمانيا: مرض جلدي ينشأ نتيجة لسعة حشرة صغيرة تسمى ذبابة الرمل، التي تلسع الإنسان من دون أن يشعر بها كونها لا تصدر صوتًا عند طيرانها، وهي تنقل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم مصاب إلى شخص سليم فينتقل إليه المرض.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط