اللغة الإنجليزية تعاني في مدارس المحرر الابتدائية

عبد الملك قرة محمد

0 519

عبد الملك قرة محمد

يضطر (أسامة) لتسجيل ابنه (أحمد) في معهد خاص لتعلّم اللغة الإنجليزية، كونها المادة الوحيدة التي يعاني الطفل من تعلمها.

ويقول (أسامة): إن أحمد تلميذ في الصف الرابع متفوق في جميع مواده إلا اللغة الإنجليزية، رغم أن ما يتعلمه مبادئ بسيطة حول اللغة تقتصر على الضمائر وبعض الأفعال وترجمة بعض التعابير والكلمات المشهورة.

ويعاني التلاميذ في المراحل الابتدائية في الشمال السوري من ضعف (علمي) ملحوظ في اللغة الإنجليزية، ويعزى ذلك إلى عدة أسباب قد يكون أبرزها ضعف الدعم العام الذي يؤثر على كافة المواد من ناحية التزام المعلم والحصص الدراسية، إذ تغيب الدافعية الحقيقية عند معظم المعلمين بغياب الدافع المادي.

ويضاف إليها مجموعة أسباب مرتبطة فقط بمادة اللغة الإنجليزية، ومنها قلة الوسائل العلمية التي تخدم هذه اللغة بشكل جيد، إذ تقتصر الوسائل على الناحية البصرية كالقصاصات والرسومات وتغيب بشكل شبه تام الوسائل المسموعة، وهذا سبب رئيس لضعف طلاب المحرر بمهارتي التحدث والاستماع، بحسب ما أخبرنا به المعلم (محمد تلتلو) أحد مدرسي اللغة الإنكليزية في ريف إدلب الشمالي.

ويرى (محمد) أن الوضع كارثي نتيجة اعتماد المعلم على طريقة الإلقاء وضعف قدرته على التعامل مع الأطفال، لا سيما تلاميذ الصف الأول، لذلك لا بد من الاهتمام بطرائق التدريس وتوفير وسائل حديثة تناسب اللغة.

الأستاذ (براء الشيخ) من ريف حلب يضيف أن “التلميذ في المراحل الابتدائية يحتاج متابعة في المنزل من الأب والأم، وكما نعلم فإن كثيرًا من الأهالي يصعب عليهم تعليم أبنائهم هذه اللغة بسبب ضعفهم، أو لأنهم يعدونها مادة ثانوية، فالأولوية للغة العربية والرياضيات.”

ويرى (براء) أن “اللغة الإنجليزية تعاني بشكل كبير، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فاللغة تتجه نحو الهاوية.” حسب تعبيره.

صحيفة حبر التقت الأستاذ (عبد الحميد عبد القادر) موجه تربوي سابق ورئيس قسم اللغة الإنجليزية في جامعة إدلب؛ للحديث عن واقع اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية وسبل الحل.

يقول الأستاذ (عبد الحميد): “إن هذه المشكلة قديمة وتفاقمت بشكل أكبر نتيجة ضعف معلمي المراحل الابتدائية في مجال تقديم المعلومة للطالب، حيث لاحظنا في المراحل المتقدمة أن هناك نقصًا كبيرًا في المرحلة الابتدائية سببه الرئيس غياب مهارة الاستماع.”

ويرى الأستاذ (عبد الحميد) أنه “لا حاجة للكتاب في الصف الأول، إذ يجب على المعلم أن يعرض التلميذ لتسجيلات وفيديوهات لمتحدثين أصليين للغة (Native (speakers لتنمية مهارة الاستماع، وليألف اللغة بشكل جيد مما يمكنه من فهم اللغة، وتكوين قاعدة أساسية للانطلاق إلى المراحل المتقدمة.”

ويلجأ المعلم في المرحلة الابتدائية إلى تكثيف دروس القواعد التي يعطيها باللغة العربية نتيجة ضعف الطلاب، وهذا خطأ؛ لأن اللغة الإنجليزية ليست قواعد فقط، إذ يجب على المعلم أن يركز على مهارات اللغة الإنجليزية الأربع (الاستماع – القراءة – التحدث – الكتابة) بحسب الأستاذ عبد الحميد.

 

وشدد الأستاذ (عبد الحميد) على التفاعل بين المدرس والطالب في درس اللغة الإنجليزية الذي يكاد اليوم يكون معدومًا، فالطالب عبارة عن متلقي لكن دون فاعلية وظيفته سماع المدرس، لذلك فالحل إيجاد طرائق تفاعلية بين الطالب والمدرس لتحقيق نتائج أفضل في تعلّم اللغة الإنجليزية وإتقان مهاراتها.

الجدير بالذكر أن قطاع التعليم في المناطق المحررة يعاني من غياب الدعم وعدم توفر مرتبات للمعلم، وإن توفرت في بعض المدارس فهي قليلة جدًا لا تسمح للمعلم بتوفير وسائل مناسبة لتقديم مادته العلمية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط