مع فترة الحرب الدامية التي شهدتها منطقة الشمال السوري، وما رافقها من تردي الأوضاع الإنسانية والشعور بالإقصاء والتهميش لفئات المجتمع، توجهت معظم منظمات المجتمع المدني نحو الاحتياجات الإنسانية الطارئة دون الالتفات الى من سيصنع مستقبل الغد من الشباب السوري ممن سيحملون لواء التغيير وينهضون بالواقع ويرتقون بالإنسان.
في خطوة ليست الأولى تقوم بعض المنظمات الراعية بإتاحة الفرصة للفرق التطوعية العاملة في الأرض لتنفيذ مبادرات تخدم هذا التوجّه، والتي تعمل على دعم هذه الفرق مادّياً لتنفيذ أنشطتها الرامية الى تحفيز الشباب للمشاركة المجتمعية وصناعة التغيير .
قامت هذه الفرق (فريق ومضة أمل – اكليل الجبل – بصمة وطن – حواء لتمكين المرأة – صبح الثقافي – الشباب السوري للتغيير – منصة عين – نبض وحياة التطوعي سند التطوعي – غراس الامل – حبة زيتون – مساحة أمان) بتصميم تنفيذ مبادرات تتمحور أدواتها بأوراق بحثية وورش تدريبية وجلسات حوارية وتوعوية وعروض مسرحية ولوحات جدارية هادفة بالمطلق الى لفت النظر لقضايا الشباب وتحسين سبل وصولهم للتعليم والعمل والقرار.
وفاة طفل تحت التعذيب على يد زوج أمه في مدينة عفرين (فيديو)
تخللت جلسات التوعية شرحاً لقرار مجلس الأمن 2250 الخاص بالشباب والأمن والسلام بركائزه الخمس (المشاركة – الحماية – الوقاية – الشراكات – وإعادة الاندماج) , حيث إنه يوفر مجموعة من الإرشادات التي سيتم على أساسها تطوير السياسات والبرامج من قبل الدول الأعضاء والأمم المتحدة والمجتمع المدني في ما يجب القيام به للتخفيف من آثار النزاع على حياة الشباب وكذلك كيف يمكن إشراكهم بشكل هادف في إنشاء مجتمعات مسالمة. لقراءة نص القرار انقر هنا
ومن الجدير بالذكر أنه يتم نشر مخرجات هذه المبادرات في منصة شبابية شاملة لكامل هذه الفرق مع إمكانية الانضمام والنشر لفرق جديدة ايضاً, كما تتيح هذه المنصة تدريبات وحوارات وأوراق بحثية في مواضيع متنوعة مجاناً، لتشكل بذلك مساحة حرّة وآمنة لحرية التعبير عن الرأي . https://www.sayplatform.net
ان للشباب دور حقيقي وفاعل في فترة النزاعات وبناء السلام، ولإخراج هذا الدور من الكتابات وترجمته الى واقع ملموس لابدّ من ابتكار أدوات جديدة تخرج الشاب من حالة الناظر المكتوف اليدين الى الشريك المخطط والمنفذ, ولعلّ هذه المنصة تكون الخطوة الأولى من مشوار الميل في طريق بناء مجتمع حر ومسؤول ومشارك.