المشاتل الزراعية وعملها في الشمال السوري

عبد الله حاج موسى

0 6٬758

 

 

رغم قلة الإمكانيات وصعوبة التحديات التي يواجهها المزارع في مناطق الشمال السوري من قلة الأمطار، وغلاء في أسعار المواد الأولية، وصعوبة تصريف الإنتاج، إلا أنه لايزال مستمرًا في الزراعة.

ومن الزراعات المنتشرة ما يسمى (المشاتل الزراعية)، وهي أماكن لإنتاج النباتات الصغيرة، من أزهار زينة تزين شرفات المنازل والحدائق إلى غراس لأشجار مثمرة تباع وتنقل إلى البساتين حتى تكمل نموها وتعطي المزارع من خيراتها وثمارها.

وبالحديث عن المشاتل والعمل فيها، قمنا بزيارة مشتل (الموسى) الواقع في مدينة جسر الشغور غرب إدلب لصاحبه (أبو محمد)، الذي حدثنا عن الدورة الزراعية التي يتبعها في المشتل، بقوله: “تزرع البذور في فصل الخريف مع بدأ هطول الأمطار، نقوم بداية بملء أكياس بلاستيكية مخصصة للزراعة بالتراب، ثم نضع البذور المعقمة ونعتني بها من حيث الري والرش بالأسمدة العضوية أو الكيميائية، وبعد عام يمكننا نقلها وتحضيرها للبيع”.

حمام أثري من العهد العثماني يستعيد نشاطه في مدينة إدلب

صعوبات وتحديات:

وعن الصعوبات التي تواجه (أبو محمد) قال: “كثيرة هي الصعوبات، منها عدم وجود تصدير إلى خارج المناطق المحررة، بينما تدخل شاحنات محملة بالنباتات من تركيا أسعارها باهظة الثمن مقابل منتجاتنا المحلية التي لا تكاد تباع بسعر التكلفة، وأيضًا نعاني من غلاء في سعر الأسمدة، حيث بلغ سعر الكيس الواحد (٣٥) دولارًا، وسعر كيلو الأكياس الزراعية ما يقارب (٣) دولار، بينما أسعار الغراس لم تتغير مقارنةً بالدولار.

وأردف بقوله: “إن غلاء المحروقات دائمًا ما يكون عائقًا أمام تحسين البيع والشراء، وغالبية البيع غراس يشتريها أهل جبل الزاوية؛ لأنها تناسب البيئة الزراعية لديهم، مثل الكرز والمحلب والوشنة، أما الزيتون فمبيع الأكثر لمزارعي جسر الشغور والمناطق المحيطة فيها” مشيراً إلى أن إنتاج كل مشتل يرتبط بطلب المنطقة المحيطة فيه، وذلك لعدم وجود تصدير إلى الخارج.

وخفت الأعباء على (أبو محمد) بعد استعماله للطاقة الشمسية بدل المولدات الكهربائية كثيرة الأعطال كثيرة الاستهلاك للوقود.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

لماذا يكثر شراء أهالي جبل الزاوية غراس المحلب والكرز والوشنة؟

وللحديث عن سبب شراء أهالي جبل الزاوية لغراس المحلب والكرز والوشنة، التقينا المزارع (أبو علي) الذي أوضح أن “الأرض تحتاج كل عام لزراعة الأشجار فيها، ويعود ذلك لقلة الأمطار وجفاف الآبار، وأيضًا بسبب النزوح الأخير لأهالي جبل الزاوية، الأمر الذي زاد الطين بِلة، فإهمال الأراضي والأشجار المثمرة أدى إلى جفافها خاصة الأشجار المروية التي قُطع الماء عنها، لذلك اضطر أهالي جبل الزاوية إلى تجديد كل الأراضي تقريبًا”.

وقال أبو علي إنه قام بعد عودته إلى القرية بقطع أغلب أشجار حقله، وغرس مكانها شجيرات صغيرة، وختم حديثه قائلاً: بما أننا موجودون في هذه الأرض سنبقى نزرعها، وإن عادت إلى طبيعتها الوعرة نصلحها ونزرعها مرة أخرى دون أن نيأس”.

يذكر أن المشاتل منتشرة بعموم الشمال السوري، لكثرة امتهان الأهالي مهنة الزراعة.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط