المشاتل.. باب لكسب الرزق في ريف إدلب

نضال الحمود

0 2٬205

 

المشاتل هي نوع من أنواع الزراعة غرضها تنمية النباتات ورعايتها ثم بيعها للحدائق المنزلية أو لأغراض تجارية أخرى. وفي ظل الظروف المواتية تنمو الشتلات عالية الجودة حتى تصبح جاهزة وسليمة للزراعة على نطاق ضيق أو على نطاق واسع، ويمكن بيع الشتلات الشابة التي يتم زرعها في المشتل لمحلات البيع بالتجزئة، أو للجمعيات المهتمة بالبيئة، أو للأشخاص العاديين الذي يشترونها لزينة البيت وأسواره، أو لمن يودون تقديمها كهدية، وتحتوي المشاتل على مخزون من النباتات المختلفة مثل الأعشاب والشجيرات ونباتات الزينة والورود والأزهار والأشجار الصغيرة والكبيرة.

مشاتل الورد في ريف إدلب ما بين متعة الناظر وتحصيل لقمة العيش أصبحت مع الأشجار المثمرة مهنة الكثيرين في ريف إدلب، إذ تحوي على العديد من الزهور والمزروعات، لكنها تحتاج الجهد الكبير أثناء العمل في المشتل.

وتشتهر محافظة إدلب بانتشار الأراضي الزراعية الخصبة على مساحة واسعة، مما جعل  غالبية أهلها يعتمدون على هذا القطاع في رزقهم ومعيشتهم، أحد أصحاب المشاتل (أبو المنذر)47 عامًا، من قرية (بفطامون) بريف إدلب معتقل سابق في سجون النظام، قادته الظروف إلى تأسيس مشتل للزهور في إدلب، يتحدث لصحيفة حبر عن فكرة افتتاحه للمشتل بعد خروجه من الاعتقال فيقول: “بعد خروجي من المعتقل بقيت لمدة سنة ونصف بلا عمل، وقد لاحظت أن الظروف تغيرت كثيرًا وأصبحت المعيشة صعبة على عكس وقت اعتقالي الذي كان في بداية الثورة حيث كنت أعمل موظفًا في معمل الغزل في مدينة دمشق حتى بداية عام 2011 ، حيث فصلت من وظيفتي واعتقلت وتعرضت للضرب والتعذيب، وعند خروجي من السجن منذ ثلاث سنوات رأيت كل شيء تغير ولا أعرف ماذا أعمل.”

ويضيف أبو المنذر: “بسبب حبي للزهور والطبيعة، خطر لي فكرة افتتاح مشتل للورد صغير على قدرتي وقلة إمكانياتي، وفي أول عام من افتتاح المشتل عانيت من صعوبات وعوائق كثيرة بسبب الوضع الأمني وغلاء الأسعار والبذور آنذاك، ومرحلة تجهيز الغراس تستغرق نحو سنة، إذ تبدأ بزراعة البذرة ثم تطعيمها، ويليها جمع التراب وخلطه بالأسمدة، ثم وضعها بوعاء أو أكياس زراعية ضمن مساكب خاصة بكل نوع وبيعها للمزارعين بعد ذلك.”

ويضيف أبو منذر: “أما عن أسعار الغراس فهي تختلف بحسب العمر والنوع، وفي العام الذي يليه بدأت أبحث عن بذور أفضل وأكبر قليلاً، واستمر الحال وبدأ يزيد الإنتاج ويتحسن إلى العام الثالث الذي هو عامنا الحالي، فقد أحضرت أكثر من 80 نوع بذور، ومنها غير موجودة إلا في تركيا، وعليها طلب كبير جدًا، وأيضًا كوَّنت علاقات مع المزارعين وأصبح العمل معهم على الإنترنيت يطلبون ما يرغبون به وأنا أوصله لهم، وفي الوقت نفسه يستفيد معي من المشتل أربع عوائل القائم عليها من النساء، منها ثلاث أرامل،  والرابعة زوجها مصاب بمرض السرطان ويقيم في تركيا للعلاج، والنساء الأربعة يعملنَ في المشتل لإعالة أطفالهنَّ”.

ويختم أبو المنذر حديثه بقوله: “إن شاء الله إذا الوضع تحسن أكثر سأوسع عملي وأزيد من عدد العاملات اللواتي بحاجة العمل، وأمنيتي بالحياة، لأنني معتقل سابق وذقت عذاب الاعتقال، ألا ينسى أحد المعتقلين، ويجب في أي مفاوضات وأي شيء يخص السوريين أن يكون ملف المعتقلين حاضرًا أول ملف.”

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط