على خليفة الاحتجاجات التي أقامها معلمون أمام مبنى مديرية التربية والتعليم في إدلب، أعلنت لجنة “اعتصام بناة الأجيال” التي نظمت الاعتصامات خلال الأيام الماضية عن بدء إضراب عام وشامل لكافة المدارس في المناطق المحررة.
وجاء في البيان الذي نشرته اللجنة واطلعت عليه صحيفة (حبر): “بعد التشاور مع كثير من المعلمين والمعلمات، والتنسيق معهم تقرر بدء إضراب عام وشامل لكافة المدارس في المحرر، حتى تحقيق كامل المطالب المشروعة”.
ووجهت اللجنة دعوتها إلى المديرين والمديرات والمعلمين والمعلمات “كونوا على قدر المسؤولية والأمانة”.
ويعاني القطاع التعليمي من تراجع كبير في ظل انقطاع الدعم، لا سيما عن مراحل التعليم المتقدمة (الحلقة الثانية والثانوي)، حيث يعمل خمسة آلاف معلم بشكل تطوعي دون تقاضي أي أجور منذ عامين تقريبًا.
يقول الأستاذ: (إبراهيم قنطار): “المدارس يجب أن تتابع بإضرابها إلى أن يتم دعمهم بشكل كامل بجميع حقوقهم، والحكومة هي ذات الصلة الأكبر مع جميع المنظمات الداعمة، ونأمل منها إيصال صوتنا إلى جميع الجهات المعنية”.
اقرأ أيضاً: مناف طلاس يعتزم تشكيل مجلس عسكري للمرحلة الانتقالية!
من جهته قال المدرس (ح ف) في قطاع مدارس أريحا: “وتيرة الاحتجاجات تراجعت، واستأنفت بعض المدارس دوامها، لأن هناك قسم من المدرسين اقتنع بوعود التربية، والبعض تخوف من الفصل في حال استمر الإضراب”.
وأسفرت الاجتماعات التي جمعت الأساتذة المشاركين في الإضراب مع مسؤولين بالتربية بحسب (ح ف) أن التربية وعدت بمساعدة مالية للمعلمين بمبلغ لا يتجاوز 200 ليرة تركية، بالإضافة إلى سلة غذائية.
ولكن التربية بحسب محدثنا لم تعد بتأمين رواتب بشكل شهري؛ لعدم توفر الكتلة المالية لديها.
وكانت مديرية التربية بإدلب أعلنت عن مذكرة تفاهم مع برنامج منظمة (مناهل) ويشمل دعم منح مالية لـ 4279 وظيفة في التربية، ودعم الموجهين التربويين، حيث شمل الدعم 318 مدرسة لمدة ثلاثة أشهر، بحسب منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك.
وزارة التربية والتعليم توضح
ولتفاصيل أكثر حول الموضوع، التقينا الدكتور (بسام صهيوني) وزير التربية التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب، حيث أجابنا عن سبب التراجع الكبير بدعم العملية التعليمية بقوله: “سبب تراجع العملية التعليمية هو سياسة المنظمات الكبيرة بتقنين الدعم في الحلقة الأولى، وقطعه عن التعليم الأساسي والثانوي.”
وعن رأيه بالاحتجاجات الأخيرة للمعلمين قال: “احتجاجات المعلمين كانت نتيجة معاناتهم مع استمرار انقطاع الدعم عنهم، ومن حقهم إيصال صوتهم.”
ولفت الانتباه إلى المعلم الذي هو أساس العملية التعليمية، ومن حقه أن يعيش حياة كريمة.
أما بالنسبة إلى خطوات التربية لتحسين الواقع التعلمي فأجاب: “لدينا حزمة مشاريع لتحسين الواقع التعليمي من الناحية التنظيمية والمادية، وقد بدأنا بها بشكل فعلي ولكن بالتدرج.”
وقد ختم الدكتور (بسام) بأن هناك عدة مشاريع محلية شعبية ورسمية انطلقت تحت عنوان: (صناديق التكافل) وقد لاقت نجاحًا ملحوظًا، وهناك مشاريع أخرى ستدخل حيز التنفيذ قريبًا.