النوبة القلبية خطر جديد يهدد الشبان السوريين

0 471

أثارت وفاة الشاب (هـ. عبد الله) 18 عامًا من بلدة التمانعة في ريف إدلب جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حديث عن وفاته إثر نوبة قلبية.

ورغم أن البعض أشار إلى أن الوفاة ربما كانت نتيجة نوبة ربو، إلا أن كثيرًا من المتفاعلين مع الحادثة أكدوا ارتفاع حالات وفاة الشبان نتيجة الأزمة القلبية في المناطق المحررة.

وتساءل كثيرون عن الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الشبان بالنوبة القلبية رغم أنها معروفة بشكل أكبر بين كبار السن.

النوبة القلبية وأعراضها:

وتحدث النوبة القلبية عندما ينخفض مستوى تزويد الأكسجين إلى القلب، ومن أهم أعراضها ضيق شديد في التنفس مع ألم ينطلق من صدرك نحو ذراعيك أو ظهرك أو رقبتك أو فكك والانزعاج والغثيان والحرقة والتعرق الغزير والتعب أو الدوار.

وذكرت دراسات علمية، أن 80 % من المصابين بأمراض قلبية هم من المدخنين، والبقية وراثة، ولتعاطي المخدرات دور مهم في حدوث النوبات القلبية.

 

غياب الاهتمام الطبي بمرضى القلب في المحرر

ولعل أهم الأسباب في زيادة نسبة الوفيات بأمراض قلبية غياب الاهتمام بهؤلاء المرضى نتيجة الضعف الشديد في القطاع الطبي، فمعظم الحالات تحتاج نقل المريض إلى تركيا من أجل تلقي العلاج.

الشاب (أسامة الكرمو) أصيب بمرض قلبي نُقل على إثره إلى مشفى باب الهوى الذي حوله بدوره إلى تركيا.

وبعد انتظار لأشهر انتقل أسامة إلى مشفى الجامعة في مدينة أنطاكيا التركية، إلا أنه لم يتمكن من إجراء العملية، حسب ما أفاد به لصحيفة حبر.

يقول (أسامة): “بقيت في تركيا لأكثر من شهر؛ لأن المشفى أخبرني بأنني أحتاج تنظيرًا قبل العملية، لكن جهاز التنظير معطل وطلبوا مني الانتظار، إلا أن الجهاز لم يصلّح كما قالوا لي، لذا يجب عليَّ الانتظار أكثر في حال تم إصلاحه؛ لأن هناك الكثير من المرضى بالانتظار أيضًا، فما كان مني إلا أن عدت أدراجي إلى إدلب على أمل أن أتوفق بمحاولة ثانية.”

وعن سبب عدم قيام أسامة بالعملية في مشافي المحرر قال: إن تكلفتها تتجاوز الثلاثة آلاف دولار، وهو مبلغ كبير ولا يستطيع دفعه في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها.

 

الوفاة بالنوبة القلبية.. خطر متزايد في المحرر

من جهته أكد الدكتور (محمود العيسى) طبيب مختص بأمراض القلب في ريف إدلب أن هناك زيادة ملحوظة بأمراض الأوعية الإكليلية وما ينتج عنها من وفيات بسبب احتشاء عضلة القلب، لا سيما من هم في عمر الشباب.

 

وأشار الدكتور العيسى إلى أن أسباب النوبة القلبية هي بحسب الأهمية التدخين ثم السكري ثم البدانة ثم طبيعة الحياة من قلة الرياضة والخمول والجلوس على الجوال لساعات طويلة وقلة المشي، بالإضافة إلى طبيعة الأطعمة الجاهزة.

ويضاف عليها بحسب الدكتور العيسى: الشدة النفسية والظروف الراهنة من نزوح وسوء أحوال اقتصادية، فهي لها أثر سلبي كبير على الأمراض الإكليلية.

برنامج تعليمي تربوي يستهدف اليافعين بريف إدلب

ويشير مرض القلب الإكليلي أو مرض الشريان التاجي إلى ضيق في الشرايين التاجية، وهي الأوعية الدموية المسؤولة عن إمداد القلب بالأكسجين والدم، ويعدُّ ذلك المرض مسببًا رئيسًا لتدهور الصحة والوفاة، وعادةً ما يحدث مرض القلب الإكليلي نتيجة تراكم الكوليسترول على جدران الشريان التاجي.

 

وتعاني المناطق المحررة في شمال سورية من أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة تؤدي إلى الإصابة بالنوبة القلبية وتدفع الكثير من الشبان إلى الانتحار.

وسجلت المناطق المحررة خلال الأيام القليلة الماضية 3 حالات انتحار اختلفت أسبابها بين الضغط النفسي والمشاكل الأسرية والاقتصادية.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

 

الخطر مضاعف في مناطق سيطرة الأسد

وأفادت الهيئة العامة للطب الشرعي في مناطق سيطرة الأسد سابقًا بارتفاع نسبة الوفيات الطبيعية عبر الجلطات القلبية أو الدماغية إلى نحو 70 % من مجمل الوفيات بالبلاد، بعدما كانت لا تتجاوز 40 % قبل الحرب.

 

وبيّنت إحصائيات صحية، بحسب تقارير، أن عدد المصابين بالأمراض القلبية في سورية، بلغ نحو مليون مصاب، معظمهم تراوحت أعمارهم ما بين 28 إلى 60 عامًا، مؤكدة أن عدد المصابين بالأمراض القلبية الذين تجاوزت أعمارهم 28 سنة بلغ نحو 250 ألف مصاب. وأشارت إلى أن عدد المصابات من النساء وصل إلى 150 ألفًا، معظمهنَّ تجاوزنَ سن اليأس.

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط