باتت مهنة التصوير الفوتوغرافي ظاهرة منتشرة في شوارع مدينة إدلب وريفها، خاصة خلال أيام العيد والمناسبات، حيث يتجمع المصورون في المناطق المزدحمة مثل الحدائق العامة، الدوارات، المطاعم، والمحال التجارية الشهيرة. يُعَدُّ “حديقة المشتل” في إدلب من أبرز الأماكن التي يقصدها المصورون لاستقطاب الزبائن الباحثين عن ذكريات مصورة.
مهنة مربحة بمعدات بسيطة
تتطلب هذه المهنة كاميرا فقط، مما يجعلها من الأعمال القليلة التي يمكن البدء بها بأدوات بسيطة وتكلفة منخفضة. يتقاضى المصورون أجوراً تتراوح بين 20 و30 ليرة تركية على الصورة الواحدة، وهو سعر مناسب لجودة الصور التي يقدمونها ويجذب العديد من الزبائن الراغبين في توثيق لحظات فرحهم.
مصدر دخل للشباب
يعمل في هذه المهنة عدد كبير من الشبان، تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً. في ظل انعدام فرص العمل الأخرى في إدلب، أصبحت هذه المهنة مصدر رزق أساسي لكثير منهم، حيث تدر أرباحاً جيدة خاصة خلال أيام المناسبات والأعياد. هؤلاء الشباب يستغلون التجمعات الكبيرة والأجواء الاحتفالية لتقديم خدماتهم، مما يساعدهم على كسب دخل يسد احتياجاتهم اليومية ويساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية.
تصريحات المصورين
محمد العلي، أحد المصورين الشبان، يقول: “بدأت العمل كمصور منذ عامين بعد أن فقدت عملي السابق. الكاميرا هي كل ما أحتاجه، وبفضلها تمكنت من كسب لقمة العيش. خلال الأعياد، أستطيع كسب ما يكفي لتغطية احتياجاتي الأساسية لشهر كامل”.
أما عمر الأحمد، شاب آخر يعمل في نفس المهنة، فيقول: “نحن نعمل في كل الأماكن التي يتجمع فيها الناس، مثل الحدائق والدوارات وحتى أمام المطاعم والمحال التجارية. على الرغم من التحديات مثل التنافس الشديد والطقس غير المستقر، إلا أننا نواصل العمل بجد لأن هذا هو مصدر دخلنا الوحيد”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
وأضافت نور اليوسف، مصورة شابة: “المهنة ليست سهلة، ولكنها ممتعة. ألتقط الكثير من اللحظات الجميلة للعائلات والأصدقاء. الناس يحبون الصور ويقدرون عملنا، خاصة في المناسبات السعيدة. هذا يعطينا دافعاً للاستمرار”.
تأثير المهنة على الحياة الاجتماعية
إلى جانب الفائدة الاقتصادية، تساهم هذه المهنة في تعزيز الحياة الاجتماعية من خلال توفير خدمات تصوير تساهم في تخليد ذكريات الأسر والأصدقاء. كما تعكس صور المصورين الحياة اليومية في إدلب وتوثق جوانبها المختلفة، مما يضيف بُعداً ثقافياً إلى المهنة.
التحديات
ورغم الأرباح التي تدرها هذه المهنة، يواجه المصورون تحديات عديدة، منها تقلبات الطقس، التنافس الشديد بين المصورين، وصعوبة الحصول على كاميرات ذات جودة عالية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. ومع ذلك، يستمر الشباب في العمل بجد واستغلال كل فرصة لالتقاط الصور وكسب لقمة العيش.
في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها إدلب، أصبحت مهنة التصوير متنفساً للشباب ومصدر رزق يساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، مما يعكس قدرة الإنسان على التكيف والابتكار في مواجهة التحديات.