انسحاب إيطاليا من مجموعة جنيف..خطوة جديدة نحو تطبيع العلاقات مع نظام الأسد

1٬140

كشفت وسائل إعلام إيطالية عن انسحاب “صامت” لإيطاليا من مجموعة جنيف المركزية التابعة للأمم المتحدة، والتي تُعنى بمراقبة احترام حقوق الإنسان في سوريا.

وهذه الخطوة جاءت في سياق تسارع مسار تطبيع العلاقات بين روما ونظام بشار الأسد، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “إل فوليو” الإيطالية يوم الجمعة.

وقالت الصحيفة إن إيطاليا انسحبت رسميًا من المجموعة يوم الخميس الماضي، حيث لم تُدرج ضمن الدول الموقعة على مسودة القرار الصادر في الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.

ردود فعل غاضبة

علّقت مديرة الاتصالات في حملة سوريا لحقوق الإنسان، رنيم أحمد، على هذه الخطوة بقولها: “إن قرار الحكومة الإيطالية مخزٍ ويثبت عدم اهتمام إيطاليا بضمان احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي”. وأشارت إلى أن أي تقارب مع نظام الأسد يمثل “خرقًا للأحكام الصادرة عن المحاكم الأوروبية ومحكمة العدل الدولية”.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

من جهتها، رأت الخبيرة القانونية الإيطالية في برنامج التنمية القانونية السوري، فيرونيكا بيللينتاني، أن إيطاليا تقدم رسالة مفادها أنها على استعداد لتجاهل الجرائم الخطيرة مثل التعذيب والقتل، تحت شعار البراغماتية السياسية.

تسارع خطوات التقارب

وأفادت “إل فوليو” بأن عملية التقارب بين إيطاليا وسوريا تسارعت خلال الأشهر الأخيرة. من بين هذه الخطوات، قرار الحكومة الإيطالية بأن تكون محركًا لإنشاء مناطق آمنة داخل سوريا لإعادة المهاجرين السوريين الذين فروا إلى أوروبا. كما أشارت الصحيفة إلى زيارة رئيس جهاز الاستخبارات الإيطالي، جاني كارافيللي، إلى دمشق في مايو/أيار الماضي، حيث اجتمع مع مسؤولين سوريين لمناقشة هذه المبادرة.

دعم كاثوليكي لتطبيع العلاقات

فيما تطرقت الصحيفة إلى دعم الكنيسة الكاثوليكية لخطوات التطبيع بين إيطاليا وسوريا، مشيرة إلى أن الكاردينال بييترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، كان قد زار لبنان في يونيو/حزيران الماضي، حيث اطلع على أوضاع اللاجئين السوريين، بينما أكّد السفير البابوي في دمشق، الكاردينال ماريو زيناري، على ضرورة أن تكون عودة اللاجئين طوعية وتحت إشراف الأمم المتحدة.

خلافات أوروبية حول سوريا

ورغم هذه التحركات، لا يزال هناك انقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع النظام السوري. ففي حين يرى البعض ضرورة الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، يدعو آخرون إلى تبني نهج أكثر واقعية تجاه الأسد.

في رسالة بعثتها ثماني دول أوروبية، بينها إيطاليا، إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية جوزيب بوريل، طالبت بضرورة وضع سياسة أكثر فاعلية تجاه سوريا، مؤكدة أن النزاع هناك وصل إلى مرحلة “الاستقرار” مع تغيّر الديناميات بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا وتطبيع العلاقات بين الدول العربية والنظام السوري.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط