لقيت عائلة كاملة مصرعها، اليوم الخميس، جراء انفجار عنيف سببه مخلفات الحرب في بلدة النيرب بريف إدلب. وأفادت مصادر محلية بأن الانفجار نجم عن وجود قذائف غير منفجرة تم جمعها في الموقع، ما أسفر عن مقتل أكثر من أربعة أشخاص، بينهم أطفال، وإلحاق دمار واسع بأجزاء كبيرة من منزل سكني.
تفاصيل الحادث وعمليات الإنقاذ
وصلت فرق الدفاع المدني السوري بسرعة إلى موقع الانفجار، حيث عملت على انتشال الجثث من تحت الأنقاض وإخلاء المصابين. وأفادت التقارير الأولية بأن الانفجار كان شديدًا لدرجة أنه دمر أجزاء كبيرة من المبنى المجاور، ما يعكس حجم الخطر الذي تشكله مخلفات الحرب المتفجرة على حياة المدنيين.
كارثة الذخائر غير المنفجرة في سوريا
تأتي هذه الحادثة في وقت حذرت فيه منظمة “هانديكاب إنترناشونال” من كارثة إنسانية تهدد حياة نحو 15 مليون سوري بسبب الذخائر غير المنفجرة، والتي تقدر أعدادها بما يتراوح بين 100 ألف و300 ألف قطعة في جميع أنحاء البلاد. وأكدت دانيلا زيزي، مسؤولة برنامج سوريا في المنظمة، أن هذه الذخائر تشكل خطرًا مباشرًا على ثلثي سكان البلاد، حيث وصفت الوضع بـ”الكارثي” نتيجة مخلفات حرب استمرت لأكثر من 14 عامًا.
مخاطر مستمرة وتأثيرات مدمرة
تشير التقارير إلى أن الذخائر غير المنفجرة تتواجد في كل مكان، بدءًا من الأحياء السكنية وحتى الأراضي الزراعية ومناطق لعب الأطفال، مما يعرض حياة المدنيين لخطر دائم. وأشارت منظمة “هانديكاب إنترناشونال” إلى استخدام أسلحة غير تقليدية كـ”البراميل المتفجرة” ذات معدل الإخفاق العالي، إضافة إلى الألغام التي زرعها تنظيم داعش في مناطق واسعة.
ضحايا بالمئات وجهود مستمرة للإزالة
وثقت فرق الدفاع المدني السوري، منذ نوفمبر 2024 وحتى يناير 2025، مقتل 46 مدنيًا، بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة 82 آخرين، بينهم 31 طفلًا، بسبب انفجار مخلفات الحرب. كما تم التخلص من أكثر من 1060 ذخيرة غير منفجرة، وتحديد 134 حقل ألغام في مختلف المناطق السورية.
تهديد دائم يعوق التعافي في سوريا
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق إزالة الألغام والدفاع المدني، لا تزال كميات ضخمة من الذخائر غير المنفجرة منتشرة بين منازل المدنيين وفي المناطق الزراعية. وأكدت منظمة “هانديكاب إنترناشونال” أن هذه الذخائر تشكل تهديدًا مستمرًا يعوق عودة النازحين واستقرار المدنيين، ويحد من أنشطتهم اليومية ويهدد حياتهم.
مطالبات بتكثيف الجهود الدولية
دعت المنظمات الإنسانية إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لرسم خرائط للأراضي الملوثة بالذخائر وبدء عمليات التطهير، من أجل الحد من المخاطر التي تهدد حياة ملايين المدنيين في سوريا. كما أكدت على أهمية تقديم دعم أكبر لفرق الدفاع المدني التي تواجه تحديات يومية في إزالة هذا الإرث القاتل.