في خطوة تجسد الإصرار على التغيير وروح المسؤولية، أطلق شباب وشابات مدينة دوما، بالتعاون مع فريق “خطوة التطوعي” والدفاع المدني السوري، حملة ملهمة بعنوان “بأيدنا منعمرها”. تهدف الحملة إلى تنظيف شوارع المدينة وإزالة آثار الإهمال التي تراكمت خلال سنوات الحرب، في مسعى لإعادة الحياة إلى قلب دوما وإبراز جمالها الذي لطالما عرفناه.
تركزت الجهود في تنظيف الدوارات الرئيسية مثل دوار البلدية، حديقة عبد المنعم رياض العامة، وساحة البلدية، إلى جانب عدد من المرافق العامة. ومع انتشار المتطوعين في الشوارع، كان الحماس يملأ الأجواء، خاصة مع التفاعل الكبير الذي أبداه السكان المحليون.
شغف وحب للوطن
تحدثت إحدى المشاركات في الحملة قائلة: “هذه مدينتنا، وعلينا أن نعيدها كما كانت بأيدينا. العمل التطوعي مسؤولية كل شاب وشابة يحبون وطنهم. نحن لا ننتظر أحداً ليبني لنا، بل نبني بأنفسنا.”
من جانب آخر، أكد أحد الإداريين في الدفاع المدني السوري أهمية الحملة بقوله: “ليست هذه من مهام الدفاع المدني أو عمال النظافة وحدهم، بل هي واجب كل سوري. فالوطن للجميع، وكلنا مسؤولون عن نهضته.”
اقرأ أيضاً: انخفاض الأسعار وزيادة الرواتب.. بداية عهد جديد لتحسين معيشة…
رسالة أمل تتجاوز التحديات
“بأيدنا منعمرها” ليست مجرد حملة تنظيف؛ إنها حركة تحمل رسالة أمل وتفاؤل، ورسالة مفادها أن إعادة الإعمار تبدأ من أصغر التفاصيل، من الشوارع التي تجمع أهل المدينة، ومن الحدائق التي تروي حكايات أطفالها.
مثل هذه المبادرات لا تقتصر على إزالة الغبار عن الأماكن العامة فقط، بل تسعى لإحياء روح المواطنة والعمل الجماعي، وتؤكد أن البناء الحقيقي للوطن يبدأ من القلوب المليئة بالإيمان بمستقبل أفضل.
من دوما إلى سوريا
تأتي هذه الحملة كجزء من موجة أوسع من المبادرات الشبابية التي ظهرت في أنحاء سوريا، لتعبر عن عزيمة لا تنكسر ورغبة صادقة في أن تكون الأيادي السورية، مهما كانت شابة أو بسيطة، هي من ترسم ملامح المستقبل.
“بأيدنا منعمرها” ليست مجرد اسم لحملة؛ إنها عنوان لحلم لا ينطفئ. دوما اليوم ليست فقط مدينة تُبنى، بل رمزاً للإرادة السورية الصامدة.
