بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة إلى نظيره السوري أحمد الشرع، أكد فيها دعم موسكو للجهود المبذولة لاستقرار سوريا، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون العملي بين البلدين.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، إن بوتين عبّر في رسالته عن التزام روسيا بتسريع خطوات استقرار الأوضاع في سوريا، بما يضمن سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، مضيفًا أن الكرملين يسعى إلى ترسيخ التعاون مع القيادة السورية الجديدة.
موسكو تعيد ترتيب أوراقها بعد سقوط الأسد
تأتي هذه الرسالة في ظل تغيرات كبرى في المشهد السوري، عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول الماضي، والذي كان يعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الروسي للبقاء في السلطة. ومع صعود الرئيس أحمد الشرع، تحاول موسكو إعادة التموضع لضمان استمرار نفوذها العسكري والاقتصادي في سوريا، لا سيما في المناطق الاستراتيجية مثل اللاذقية وطرطوس، حيث تحتفظ روسيا بوجود عسكري رئيسي.
وكان بوتين قد بادر إلى تهنئة الشرع فور استلامه السلطة، كما أوفدت موسكو نائب وزير الخارجية، سيرغي بوغدانوف، إلى دمشق لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين، في خطوة تؤكد مساعيها للحفاظ على موقعها كلاعب رئيسي في مستقبل سوريا.
تقارب روسي-سوري في ظل غموض أميركي
تعكس رسالة بوتين محاولات موسكو استغلال الغموض الأميركي حيال الحكومة السورية الجديدة، حيث لم تحسم واشنطن بعد موقفها من الإدارة التي خلفت الأسد. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن موسكو ودمشق تجريان مفاوضات سرية لضمان استمرار الوجود العسكري الروسي في البلاد، إلى جانب استثمارات بمليارات الدولارات في قطاعات الطاقة والموانئ.
كما أشارت الصحيفة إلى أن روسيا رفضت طلبًا رسميًا من الحكومة السورية الجديدة بتسليم بشار الأسد، الذي لجأ إلى موسكو عقب انهيار نظامه. وتزامن ذلك مع إرسال روسيا أول شحنة مازوت إلى سوريا منذ عقدين، إلى جانب شحنتين من الأموال السورية المطبوعة في روسيا، ما يعكس التقارب المتزايد بين الطرفين.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل تسعى موسكو لتعزيز شراكة متوازنة مع دمشق، أم أنها تتحرك لضمان بقاء سوريا في فلك نفوذها، كما كان الحال خلال حقبة الأسد؟