تخصُّ اللاجئين .. خطط مستقبلية يكشفها عضو الحزب الاشتراكي الألماني الفائز بالانتخابات لصحيفة حبر

براء الرزوق

0 619

انتهت نتائج الانتخابات الفيدرالية في ألمانيا بتصدر الحزب الاشتراكي الألماني SPD وفوزه بفارق ضئيل على منافسه حزب الاتحاد المسيحي الحاكم CDU

انتهت نتائج الانتخابات الفيدرالية في ألمانيا بتصدر الحزب الاشتراكي الألماني SPD وفوزه بفارق ضئيل على منافسه حزب الاتحاد المسيحي الحاكم CDU ، أو ما بات يعرف في الأوساط الإعلامية بحزب ميركل، ما يعني ارتفاع حظوظ الاشتراكي بتشكيل الحكومة الجديدة بالتعاون مع الحزب الليبرالي وحزب الخضر، الذي جاء في المرتبة الثالثة بنسبة تبلغ نحو 15%، وهي المرة الأولى التي يحظى فيها الحزب بهكذا نسبة في تاريخه، في حين سجل حزب البديل من أجل ألمانيا AFD المعروف بمواقفه العنصرية أقل نسبةٍ في تاريخه، فما مواقف الأحزاب الثلاث التي تعتزم تشكيل الحكومة تجاه اللاجئين؟ ومن هو خليفة ميركل الذي سيعتلي منصب المستشار؟

يترقب السوريون في ألمانيا وعموم اللاجئين والأجانب نتائج المباحثات بين الأحزاب التي ستفضي إلى تشكيل حكومة فيدرالية جديدة تقود البلاد في الأعوام الأربع القادمة، في حين إن استطلاعات الرأي تحسم الجدل وتشير إلى تأييد ما يقارب 60% من الألمان لتحالف ’’ألوان إشارة المرور’’ الذي يضم (الاشتراكي SPD، والليبرالي FDP ، وحزب الخضر) وهو ما يراه اللاجئون أمرًا إيجابيًا بالنسبة إليهم، بينما يرى آخرون أن التحالف الأفضل هو تحالف ’’ألوان علم جامايكا’’ باستبدال الاشتراكي بالمسيحي.

وحول سياسة حزب الخضر الذي تتجه الأنظار إليه لتشكيل الاتحاد الفيدرالي، قال الناشط الاجتماعي المهتم بقضايا اللجوء في ألمانيا (محمد نور الدغيم) في حديث لصحيفة حبر: “إن الحزب معروفٌ بقربه كثيرًا من اللاجئين، ويطالب دومًا بتحسين أوضاعهم المعيشة في مراكز الاستقبال، ومن أكثر الداعمين لهم وبتسهيل عمليتي التجنيس و لمِّ الشمل التي باتت من أصعب الأمور التي يواجهها اللاجئون في ألمانيا”.

وأضاف (الدغيم) أن الحزب  الاشتراكي المتصدر معروفٌ أيضًا بمواقفه الداعمة للاجئين والأقليات في ألمانيا، وكذلك محاولته الوصول لمجتمع متعدد يحارب العنصرية والتطرف، كما يدعم الاشتراكي تعزيز فرص اللاجئين من أيامهم الأولى في البلاد وإدخالهم مدارس اللغة ودورات الاندماج.

الحزب الاشتراكي ومواقفه من اللاجئين والأجانب: 

وللحديث أكثر حول الموضوع التقت صحيفة حبر عضو الحزب الاشتراكي SPD والنائب في مجلس المحافظة بمدينة غرايفسفالد الألمانية السيد ’’إبراهيم النجار’’ الذي أكدّ على أنّ حزبه منفتحٌ على اللاجئين والأجانب وأنه دائماً ما يشجع على الهجرة وأن سياسته تميل للطبقة الوسطى وطبقة العمال وهو ما يعارضه الأغنياء الميّالين للحزب الليبرالي وأضاف ’’النجار’’: ’’بالعودة إلى عام 2015 عندما قامت السيدة ’’أنجيلا ميركل’’ بفتح الحدود أمام اللاجئين تعرضت لضغوطٍ كبيرة من المحافظين في حزبها في حين كان حزبنا هو الداعم الأكبر لها خصوصاً أن نائب المستشارة حينها كان السيد (زيغمار غابرييل) الذي ساعد بإلغاء بصمة دبلن للسوريين مما ساعد الكثير من السوريين المقيمين في دول أوروبية أخرى على القدوم إلى ألمانيا وأخذ إقامات فيها, ومن المعروف أن المقاطعة التي يسيطر عليها حزبنا تكون المعاملات فيها أيسر للأجانب واللاجئين والطلبة’’ وأن سياسة الحزب هذه أفضت إلى إعدام واعتقال عدد من أفراده على يدّ النازي ’’أدولف هتلر’’ عام 1933م

إستراتيجية جديدة: 

وتحدث عضو الحزب الاشتراكي في تصريحه عن إستراتيجية جديدة اتبعها الحزب في الدورة الأخيرة من الانتخابات قائلاً: ’’ في الحزب الكثير من الأعضاء من أصول أجنبية، وسأخبرك عن أمر لأول مرة أكشفه للصحافة؛ كانت هناك توجيهات من الحزب بترشيح الأعضاء ذوي الأصول الأجنبية وإعطائهم أماكن مميزة في القائمة، وذلك بهدف مساعدتهم على الاندماج أكثر في المجتمع’’.

كشف أيضًا عن قانون يعمل عليه الحزب منذ عام 2014 لتغيير فقرة تنص على أحقية حاملي الجوازات الأوروبية من المقيمين في ألمانيا في المشاركة في الانتخابات المحلية في المقاطعات دون غيرهم من المقيمين من جنسيات أخرى كالعرب والأتراك وغيرهم من أجل السماح لكل من زادت مدة إقامته أكثر من 6 أشهر لممارسة حقه في الانتخابات على مستوى المدن والمقاطعات، وأضاف قائلاً: ’’ كذلك نعمل على تسريع معاملات الحصول على الجنسية الألمانية، ويوجد في ألمانيا ما يقارب 8 مليون أجنبي في حال تجنيسهم سيكون لهم الحق في الانتخابات الفيدرالية والانتخاب، ومن المؤكد أن غالبيتهم لن ينتخبوا الحزب البديل AFD ، الذي يعرف عنه العنصرية المناهضة للأجانب واللاجئين خاصةً”.

 

انتهت نتائج الانتخابات الفيدرالية في ألمانيا بتصدر الحزب الاشتراكي الألماني SPD وفوزه بفارق ضئيل على منافسه حزب الاتحاد المسيحي الحاكم CDU
إبراهيم النجار

 

التحالف الفيدرالي المتوقع: 

وبالعودة إلى التحالف المتوقع بين الأحزاب، فهو ضرورةٌ تقتضيها الانتخابات بسبب عدم وصول نتائج أي حزب إلى نسبة 51% التي تُخوله قانونيًا لتشكيل الحكومة الفيدرالية في البلاد، فتلجأ الأحزاب الألمانية إلى عقد تحالفات مع الأحزاب التي تتوافق معها في المبادئ والتوجهات الأساسية حتى تحقق النسبة المطلوبة، ويأمل السوريون كما قال (محمد نور الدغيم) أن يكون أساس التحالف القادم بين الـ SPD والخضر، إلا أنهم سيحتاجون لحزب ثالثٍ معهم.

ويتوقع (ابراهيم النجار) أن الطرف الثالث في التحالف سيكون الحزب الليبرالي FDP إلى جانب الاشتراكيين والخضر , وقد بدا هذا واضحًا على الأرض، حيث بدأت المفاوضات بين الليبراليين والخضر بشأن تشكيل الحكومة الفيدرالية.

واستبعد (النجار) حدوث تحالف بين حزبي المسيحيين والاشتراكيين، خصوصًا بعد تصريحات شولتز، التي قال فيها: ’’يجب أن يذهب حزب المسيحيين إلى المعارضة’’.

أول امرأة سورية تفوز بمقعد بالبرلمان الألماني

خليفة ميركل المتوقع.. سيرته ومواقفه: 

(أولاف شولتز) 63 عامًا، مرشح الحزب الاشتراكي، الذي يشغل منصب وزير المالية في حكومة ميركل الأكثر حظًا في الوصول إلى منصب المستشار بعد أنجيلا ميركل التي أتمت 16 عامًا فيه؛ وذلك لكونه من رجال السياسة المخضرمين في ألمانيا، وشغل عدة مناصب أثبت جدارته فيها وتنقل بين البرلمانين الأوروبي الألماني ورئاسة ولاية هامبورغ، ويؤكد هذا عضو حزبه إبراهيم النجار قائلاً: ’’استطاع السيد شولتز خلال فترة حكمه ولاية هامبورغ تشييد ما يقارب 400ألف بيت خلال أربعة أعوام، وذلك ضمن إطار سعيه للحد من مشكلة ارتفاع أسعار الإيجارات التي تعيق الكثير من اللاجئين’’ .

وعند سؤالنا النجار عن مواقف شولتز وحزبه السياسية من نظام الأسد أجاب: ’’ أعرف السيد شولتز منذ عام 2011, لم يكن يتدخل بالسياسات الخارجية للدولة بحكم عمله الداخلي في وزارة المالية وولاية هامبورغ، لكن وزير الخارجية الألماني من حزبنا ويمثل أيضًا كلّ الحزب، وهو من يضع البصمات الأساسية على سياسة ألمانيا الخارجية ’’. وأضاف: ’’ لا يوجد أي مسؤول في الحزب إلا ويقول عن بشار الأسد إنه سفّاح ومجرم، ولا يوجد أحد داخل الحزب يرغب بالتفاهم مع الأسد أو قال إنه رئيس شرعي . في حين مرشح الحزب المسيحي (إرمين لاشيت) الذي كان من الممكن أن يصل إلى منصب المستشار صرّح عدة مرات ودافع عن رأس النظام بشار الأسد”.

وينتظر مواطنو ألمانيا والمقيمون فيها ما ستؤول إليه المفاوضات بين الأحزاب لتحديد مستقبل الأيام القادمة، ومن الواضح أن الكرة الآن بملعب الخضر والليبراليين، فهم من سيختارون الحزب الثالث الذي سوف يتحالفون معه، فهل تنجح استطلاعات الرأي ونرى إشارة المرور تحكم ألمانيا، أم ستؤول الأمور إلى جامايكا؟

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط