أصدرت “هيئة التربية والتعليم” التابعة لما يُعرف بـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا، يوم الخميس 2 كانون الثاني 2025، بيانًا هاجمت فيه التعديلات التي أعلنتها وزارة التربية في حكومة تصريف الأعمال بدمشق.
وجاء البيان بلهجة تحريضية، زاعمًا أن التعديلات تهدف إلى تغيير هوية سوريا وإثارة الانقسامات، في وقت نفت فيه الوزارة هذه الادعاءات مؤكدة أن ما جرى هو إجراءات مؤقتة لتحسين المحتوى التعليمي.
بيان “تربية قسد”: اتهامات وتحريض
وصفت “هيئة التربية والتعليم” التعديلات بأنها “خطيرة”، مدعية أنها تعزز الطائفية والكراهية، وتهدد بتحويل سوريا إلى “ساحة للصراعات والتطرف”.
اقرأ أيضاً: وزارة الداخلية التركية: تأكيد على استمرارية دعم السوريين…
وقالت الهيئة إن التعديلات تهدف إلى تغيير هوية سوريا وإضعاف وحدة شعبها، محذرة من “تربية جيل متطرف”، ودعت المواطنين إلى التصدي لهذه التغييرات التي وصفتها بـ”النفق المظلم”، مشبهة الوضع بالنموذج الأفغاني.
ردود فعل ساخرة وانتقادات واسعة
أثار بيان “تربية قسد” انتقادات وسخرية واسعة، خاصة أن المناهج التي تعتمدها الإدارة الذاتية تفتقر إلى الاعتراف الدولي، بما في ذلك منظمات مثل “اليونيسيف”، وتُتهم بترويج أفكار أيديولوجية تمجد عبد الله أوجلان وتفرض مفاهيم غريبة عن المجتمع السوري.
كما وُجهت اتهامات لـ”قسد” بمحاولة تشويه الهوية الدينية والثقافية عبر مناهجها، بما يشمل إلغاء التربية الإسلامية واستبدالها بمفاهيم تتهم بالترويج للإلحاد والانحلال الأخلاقي، وهو ما أكد عليه المجلس الإسلامي السوري في وقت سابق.
رد وزارة التربية: التعديلات مؤقتة وتهدف للتطوير
في المقابل، نفى وزير التربية والتعليم، نذير القادري، مزاعم “تربية قسد”، مؤكدًا أن المناهج لم تشهد تغييرات جذرية. وأوضح أن الوزارة أجرت تعديلات مؤقتة لإزالة العبارات التي تمجد نظام الأسد السابق، واستبدلت علم النظام البائد بعلم الثورة السورية في الكتب المدرسية.
كما شدد على أن الوزارة ملتزمة بعدم تعديل المناهج إلا بعد تشكيل لجان اختصاصية، مشيرًا إلى أن التعديلات شملت تصحيح الأخطاء في مناهج التربية الإسلامية، خاصة في تفسير بعض الآيات القرآنية، اعتمادًا على المصادر التفسيرية المعتمدة.
تعديلات المناهج: خطوة نحو التحديث
في وقت سابق، أعلنت وزارة التربية عن إجراء تغييرات شاملة في المناهج الدراسية من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي، بهدف تحديث المحتوى التعليمي بما يواكب المتغيرات الوطنية والاجتماعية. وأكدت الوزارة أن الهدف من هذه التعديلات هو:
1. تحسين الأداء التعليمي وتصحيح المعلومات المغلوطة.
2. تعزيز الهوية الوطنية السورية.
3. مواءمة المناهج مع متطلبات المرحلة الجديدة.