أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم السبت، استئناف عمل سفارة تركيا في العاصمة السورية دمشق، بعد توقف دام 12 عاماً.
وكشف فيدان أن برهان كور أوغلو، السفير التركي السابق في موريتانيا، تم تعيينه قائماً بالأعمال في السفارة مؤقتاً. وأكد الوزير أن هذه الخطوة تعكس حرص تركيا على تعزيز التعاون مع الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
تفاصيل الإعلان وأهداف الخطوة
صرح فيدان، في مقابلة مع قناة “NTV” التركية، أن السفارة ستبدأ عملها اعتباراً من اليوم، مشيراً إلى أن فريق السفارة وصل بالفعل إلى دمشق يوم أمس الجمعة. تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع جهود أنقرة لإعادة بناء العلاقات مع سوريا في إطار سياسة إقليمية جديدة تسعى لتعزيز الاستقرار، خاصة بعد التغيرات الكبيرة في المشهد السوري.
وقال فيدان: “سوريا لديها الآن حكومة وطنية تسعى إلى تحقيق وحدة أراضيها والقضاء على القوى الإرهابية التي استغلت الوضع في البلاد خلال السنوات الماضية.” وأكد أن تركيا تولي أهمية كبيرة لوحدة واستقرار سوريا، مشدداً على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً لدعم هذه الجهود.
تحذيرات لإسرائيل ودور تركيا
في تصريحاته، انتقد فيدان الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا، واصفاً إياها بأنها “خطيرة ومستفزة”. وقال إن إسرائيل تسعى لاستغلال الوضع في سوريا لشن عمليات عسكرية متكررة، داعياً إلى وقف هذه الاستفزازات. وأضاف: “أبلغنا الجانب الإسرائيلي أن استمرار قصف المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة السورية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.”
اقرأ أيضاً: الحكومة السورية الجديدة تتبنى نموذج السوق الحرة
كما أشاد بالدور الذي لعبته المعارضة السورية وفصائل “إدارة العمليات العسكرية” في إسقاط نظام الأسد، وأكد دعم تركيا للجهود السورية الهادفة إلى إعادة بناء البلاد.
عودة اللاجئين السوريين
أشار فيدان إلى أن تركيا تثق بقدرة الإدارة السورية الجديدة على خلق الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. وقال: “مع تحسن الأوضاع واستمرار هذا التحسن، سيزداد عدد العائدين بالتأكيد.” وأكد أن تركيا ستواصل دعم الشعب السوري في هذه المرحلة المفصلية.
رسالة أردوغان للسوريين
في سياق متصل، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة مباشرة إلى الشعب السوري، أكد فيها على دعم تركيا للسوريين بكافة أطيافهم. وقال أردوغان: “اعتباراً من اليوم، أغلقت مرحلة الظلام في سوريا وبدأت مرحلة مشرقة.” وأضاف أن بلاده ستعمل على دعم جهود إعادة الإعمار وعودة السوريين إلى وطنهم.
وأكد أردوغان أن تركيا لطالما سعت للحفاظ على أمنها القومي بالتوازي مع دعم الشعب السوري ضد الظلم، مشيراً إلى أن “سوريا للسوريين، وأن مستقبلها يحدده أبناؤها بعيداً عن أي تدخلات خارجية أو إرهاب.”