كشف تقرير لموقع “ميدل إيست آي” الأمريكي، نقلاً عن مصادر غربية مطلعة، أن تركيا وإسرائيل تجريان محادثات مكثفة بهدف إنشاء “خط منع اشتباك” في الأراضي السورية، لتفادي وقوع أي صدام مباشر بين جيشي البلدين في ظل التوترات المتصاعدة.
ونقل الموقع، مساء الاثنين 7 نيسان، عن مسؤولين غربيين – لم يُكشف عن هويتهما – أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على قاعدة “T4” الجوية الواقعة شرقي محافظة حمص، والتي يُعتقد أن تركيا تنوي نشر قوات عسكرية فيها خلال الفترة المقبلة.
تحذيرات إسرائيلية من تصادم محتمل
وبحسب المصادر، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدداً من قادة الدول الغربية أن أمام إسرائيل “فرصة محدودة” لضرب قاعدة T4 قبل تمركز القوات التركية فيها، مشيرًا إلى أن القاعدة ستصبح “محظورة” على العمليات الإسرائيلية بمجرد دخول الجيش التركي إليها.
اقرأ أيضاً: خفض أسعار الكهرباء للمدن الصناعية في سوريا بنسبة 21%
وحذّر نتنياهو، بحسب ذات المصادر، من أن أي استهداف غير مقصود لقوات تركية قد يؤدي إلى صراع كبير بين الدولتين، خاصة في حال نُشرت أنظمة دفاع جوي تركية في تلك المواقع، ما قد يشكل تهديدًا مباشرًا للطائرات الإسرائيلية العاملة في المجال السوري.
جهود دبلوماسية لتفادي التصعيد
وأكدت المصادر أن مفاوضات تُجرى حاليًا بين أنقرة وتل أبيب، بغرض التوصل إلى تفاهم واضح يضمن تجنب الاحتكاك العسكري في الساحة السورية. ونقل الموقع عن مصدر ثالث مطّلع على المحادثات أن الحوار بين الطرفين بدأ بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة، وأن الجانبين أصدرا تصريحات متزامنة تشير إلى رفض أي صدام عسكري في سوريا، ما يعكس وجود تنسيق دبلوماسي خلف الكواليس.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد أكد في حديث لوكالة “رويترز” في 4 نيسان، أن تركيا لا تسعى إلى مواجهة مع إسرائيل داخل الأراضي السورية. كما أدلى مسؤول إسرائيلي رفيع بتصريح مماثل في اليوم ذاته، في دلالة على رغبة مشتركة في تهدئة الوضع.
الوجود التركي في سوريا يثير القلق الإسرائيلي
أشار التقرير إلى أن إسرائيل تتابع عن كثب التحركات التركية في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في 9 كانون الأول 2024، وصعود حكومة انتقالية مدعومة من أنقرة إلى السلطة. وترى إسرائيل أن تعزيز تركيا وجودها العسكري في مناطق مثل حماة وتدمر هو جزء من استراتيجية طويلة الأمد لترسيخ نفوذها في سوريا، وهي خطوة تعتبرها تل أبيب تهديدًا لتوازن القوى في المنطقة.
من جانبها، ترى أنقرة أن الغارات الإسرائيلية المتكررة تُقوّض جهود الاستقرار في سوريا بعد تغيير السلطة، وهو ما عبّرت عنه وزارة الخارجية التركية في بيان عقب الضربات الجوية الواسعة التي استهدفت مواقع عسكرية سورية في وسط وجنوب البلاد مطلع الشهر الجاري.