كشفت صحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية، نقلاً عن وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي، أن دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى سويسرا والنرويج، تلقت نحو 68 ألف طلب لجوء من سوريين خلال النصف الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأظهرت البيانات أن ألمانيا كانت الوجهة الأكثر استقبالاً لطلبات اللجوء من السوريين، حيث استحوذت على 48% من الطلبات، تلتها النمسا بنسبة 13%، ثم اليونان بنسبة 9.5%. وأوضح خبراء الهجرة أن تصدر ألمانيا كوجهة مفضلة للسوريين يعود بشكل رئيسي إلى “لم شمل الأسر”، حيث أن العديد من السوريين لديهم أقارب يقيمون بالفعل في ألمانيا، ما يدفع الآخرين للالتحاق بهم.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
من جانب آخر، دعت 8 من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في موقف الاتحاد تجاه العلاقات مع سوريا، وذلك في ظل تزايد عدد اللاجئين السوريين. وأشارت وكالة “د ب أ” الألمانية إلى أن هذه الدول وجهت رسالة إلى المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أكدت فيها أن “السوريين يستمرون في المغادرة بأعداد كبيرة، ما يزيد من الضغط على الدول المجاورة ويهدد بموجات جديدة من اللاجئين”.
وفي سياق متصل، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريراً بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، وثقت فيه ما لا يقل عن 4714 حالة اعتقال تعسفي لعائدين من اللاجئين والنازحين على يد قوات النظام السوري، بالإضافة إلى مقتل 367 مدنياً بينهم 56 طفلاً و34 سيدة، و43 شخصاً تحت التعذيب، فضلاً عن اعتقال 828 شخصاً في سوريا خلال عام 2024.
وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات المستمرة في سوريا هي السبب الرئيس وراء هروب ملايين السوريين من بلدهم، وأن هذه الانتهاكات تولد مزيداً من اللاجئين، في ظل غياب أي أفق لإيقافها أو محاسبة المتورطين فيها. وأكد التقرير أن سوريا بلد غير آمن، وفقاً لتقييم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولجنة التحقيق الدولية المستقلة، والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
ودعا التقرير حكومات الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، وخاصة دول الجوار، إلى التوقف عن تهديدهم بالترحيل، مشيراً إلى أن هذا التهديد يشكل مصدر قلق نفسي وتهديداً للاستقرار المادي، ويعطل عمليات الدمج المجتمعي التي يقومون بها. كما طالب مختلف دول العالم بتحمل مسؤولياتها تجاه كارثة اللاجئين واستقبال أكبر عدد منهم، والتوقف عن إغراق دول الجوار باللاجئين مع التراجع المستمر في دفع التعهدات المالية، مشدداً على أهمية استمرار استقبال اللاجئين ورفع مستوى الدعم المالي المقدم لهم.