تسريبات من القصر الجمهوري.. كواليس اللحظات الأخيرة في حكم بشار الأسد

566

كشف كامل صقر، مدير المكتب الإعلامي السابق في القصر الجمهوري، عن تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت سقوط نظام بشار الأسد، مسلطًا الضوء على عزلة الأسد السياسية وتوتر علاقاته مع الحلفاء الروس والإيرانيين، إضافة إلى التطورات الميدانية التي عجّلت بانهيار النظام وذلك في لقاء مع بودكاست بتوقيت دمشق.

مغادرة القصر في أجواء من الترقب

في حديثه، أوضح صقر أنه كان من بين آخر المغادرين للقصر الجمهوري برفقة زميل آخر من المكتب السياسي والإعلامي، حيث غادرا القصر حوالي الساعة الثالثة فجرًا يوم الأحد، الثامن من ديسمبر/كانون الأول، وسط أجواء من الترقب والتوتر التي فرضتها التطورات المتسارعة منذ ظهر يوم السبت السابع من الشهر نفسه.

اقرأ أيضاً: الحكومة الانتقالية تعدّل المناهج وتلغي عقوبات بحق العاملين…

صقر وصف الأيام الأخيرة بأنها مليئة بالاتصالات السياسية المكثفة التي قادها وزير الخارجية بسام صباغ ومعاونه حبيب عباس. المفاوضات كانت تهدف إلى الوصول إلى صيغة سياسية انتقالية، لكن التطورات العسكرية، خاصة بعد بدء عمليات المعارضة من محور حلب، فرضت واقعًا جديدًا تجاوز كل النقاشات.

لقاء غير مثمر في موسكو

أشار صقر إلى أن بشار الأسد كان قد توجه إلى موسكو يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطلب الدعم العسكري المباشر. لكن اللقاء المرتقب تأخر حتى الجمعة، وخلال تلك الفترة سيطرت المعارضة على مدينة حلب، ما زاد من تعقيد الموقف.

“اللقاء اقتصر على الأسد ومرافقه الشخصي، واستمر حوالي ساعة،” يقول صقر، مؤكدًا أن نتائج اللقاء لم تحقق الغايات التي سافر الأسد من أجلها. فقد طلب الأسد من بوتين تسهيل نقل المساعدات العسكرية الإيرانية عبر المجال الجوي السوري، لكنه لم يحصل على وعود واضحة.

العراق يمنع عبور المساعدات الإيرانية

وفقًا لصقر، أُبلغ الأسد خلال لقائه ببوتين أن الأخير سيتخذ خطوات لتسهيل نقل المساعدات الإيرانية. إلا أن الإيرانيين أبلغوا النظام السوري لاحقًا أن طائراتهم مُنعت من عبور الأجواء العراقية تحت تهديد أميركي مباشر.

هذا الواقع أثار شكوك الأسد حول مدى جدية بوتين في دعمه. عاد الأسد إلى دمشق في أجواء من الغموض، خاصة بعد التطورات العسكرية المتسارعة وسيطرة المعارضة على مناطق واسعة.

عزلة سياسية وتوتر مع الحلفاء

خلال اجتماع في دمشق فور عودة الأسد، استعرض الأسد مع اللجنة السياسية تفاصيل زيارته إلى موسكو. أشار صقر إلى أن الاجتماع كان متوترًا، حيث أوضح الأسد أن الروس والإيرانيين أبدوا تحفظًا على تقديم دعم عسكري مباشر.

في تلك المرحلة، بدأت تظهر ملامح التراجع الإيراني عن دعم النظام السوري. زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق كانت باهتة ولم تحقق نتائج ملموسة. كما أن حزب الله، الذي تلقى ضربات عسكرية قاسية، بدأ يشعر بالخذلان نتيجة تقارب الأسد مع بعض الدول العربية.

رفض لقاء أردوغان

أوضح صقر أن الروس والإيرانيين حاولوا دفع الأسد للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن الأسد رفض ذلك بشكل قاطع. كان الأسد يشترط الحصول على وديعة تركية تضمن انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض.

شعور الأسد بالعزلة

بدأ الأسد يشعر بالعزلة عندما فشل في التواصل مع بوتين بعد عودته إلى دمشق. المحاولات الروسية لعقد لقاءات بين وزراء الخارجية باءت بالفشل بسبب إصرار الأسد على حصر الاجتماعات في الجوانب الأمنية.

ختم صقر حديثه بالإشارة إلى أن انهيار النظام كان نتيجة تراكمات من العزلة السياسية، التراجع في الدعم العسكري، والإرهاق الذي أصاب المؤسسة العسكرية والنظام كان يعيش حالة من الإنكار للواقع، لكنه في النهاية انهار تحت وطأة الضغوط الميدانية والسياسية.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط