تتزايد حدة التصعيد العسكري في شمال غربي سوريا، حيث تتعرض المنطقة بشكل مستمر لهجمات مكثفة تنفذها قوات النظام السوري وروسيا والميليشيات الداعمة لهما، ما يفاقم من معاناة السكان المدنيين الذين يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة.
وخلال الأشهر الأخيرة، أسفرت هذه العمليات عن سقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى، في ظل استمرار الاستهداف اليومي للمناطق السكنية.
إحصاءات مروعة وتدهور الوضع الإنساني
كشف تقرير حديث صدر عن منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” في شهر تشرين الأول، أن فرق الإنقاذ التابعة لها نفذت 142 عملية بحث وإنقاذ استجابة للهجمات المتكررة التي استهدفت المدنيين في شمال غربي سوريا. وأشار التقرير إلى أن هذه العمليات أسفرت عن انتشال جثامين 14 مدنيًا، بينهم امرأة وطفل، وإنقاذ 90 مصابًا، منهم 26 طفلاً و11 امرأة.
اقرأ أيضاً: يوم الطفل العالمي يبرز مواهب الأطفال في شمال غرب سوريا
وأكد التقرير أن المنطقة تعاني من نقص حاد في الخدمات والموارد الأساسية، مما يزيد من تعقيد أزمة النزوح المستمرة. وأضاف أن عشرات الآلاف من المدنيين لا يزالون غير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب استمرار العمليات العسكرية وسيطرة النظام السوري على العديد من القرى والبلدات.
معاناة المخيمات وتفاقم الأوضاع مع الشتاء
يشعر المدنيون النازحون بمخاوف كبيرة من تصاعد وتيرة القصف واستهداف مناطقهم مجددًا، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. وأوضح التقرير أن نقص الموارد الأساسية يزيد من صعوبة تحمل كلفة النزوح المتكرر، حيث تعاني المخيمات من ظروف قاسية وانعدام الخدمات الأساسية مثل التدفئة والرعاية الصحية.
مطالب للمجتمع الدولي بالتحرك الفوري
دعت “الخوذ البيضاء” المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والعمل على وقف الهجمات التي تشنها روسيا وقوات النظام السوري على المناطق المدنية. وأكدت المنظمة التزامها بالعمل مع الجهات المختصة على توثيق الانتهاكات، بهدف محاسبة المتورطين في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين وتقديمهم للعدالة.