شغلت قضية الاعتداء على حافلة تقل طلابًا جامعيين متوجهين من مدينة (مارع) إلى جامعة حلب الحرة منذ يومين مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد تدخل فصيل (الجبهة الشامية).
صحيفة حبر سلطت الضوء على الحادثة للكشف عن التفاصيل وتوضيح الغامض منها، فالتقينا أحد الطلاب الذين كانوا في الحافلة وهو (موسى النجار) الذي يدرس في كلية الحقوق بجامعة حلب سنة ثالثة، الذي حدثنا عن التفاصيل بقوله:
“توجهنا في الصباح الباكر من مدينتا (مارع) إلى جامعتنا جامعة حلب الحرة في أعزاز، وعند وصولنا إلى (حاجز القلعة) عند مدخل مدينة أعزاز، وتحديدًا في تمام الساعة التاسعة صباحًا، أوقفت الشرطة المدنية (قسم مكافحة الإرهاب) الباص الذي يقل 25 طالبة و4 طلاب، وأستاذين في الجامعة أحدهما موظف في شؤون كلية الاقتصاد في جامعة حلب”.
بداية الاعتداء:
وتابع قائلاً: “تكلم أحد عناصر الحاجز بلهجة حادة وغير مناسبة: منين؟ فأجابه السائق: من مارع، فسأله مرة أخرى مَن معك؟ فقال له: طلاب، فأمره العنصر قائلاً: صف على اليمين، فصعد الشرطي الباص ونظر إلينا وإلى الطالبات أيضًا بنظرات غير لائقة قائلاً لنا: بطاقاتكم الجامعية أعطوني إياها، فردَّ عليه السائق مؤكدًا للشرطي أنه يحمل إذنًا من المجلس المحلي، ومن رئاسة الجامعة فلا داعي لطلب البطاقات، فقال له الشرطي: انقعن واشراب ميتن، فأعاد طلب البطاقات فأعطاه أحد الشباب بطاقته وقال له: هذه بطاقتي ولا داعي لأن تأخذ بطاقات الطالبات فهنَّ طالبات جامعة ولا داعي لذلك، فكان رد الشرطي له: سد بوزك أنت جاي تعلمني الاحترام وكيف اتصرف؟ فقال له الشاب الطالب: لم أتكلم بشيء بعيد عن الاحترام، يمكنك التأكد من أسماء الطالبات من ورقة الأسماء الموجودة مع السائق دون أخذ بطاقاتهنَّ، فكان ردُّ الشرطي أن قال له: ولا حرف ابلع كلامك!”.
اقرأ أيضاً: أسلوب جديد لاستهداف المدنيين في الشمال السوري بعبوات ناسفة
ويفصِّل (النجار) بالحادثة: “هنا كثر الجدال والكلام بين الطالب والشرطي، فتدخل باقي الزملاء على خلفية الكلام غير اللائق الموجه لزميلنا، فتدخلنا وقلنا للشرطي: لماذا تتكلم معه هذا الكلام، في المقابل زميلنا لم يبدِ لك أي تصرف غير لائق، فأثار ذلك غضبه فهجم على أحد زملائنا وأوقعه أرضًا وصرخ بنا قائلاً: أنتم لسستم قادمين لتعلّمونني الاحترام، انزلوا لنرى آخرتها معكم، وهنا شدَّ اثنين من زملائنا وأنزلنا جميعًا من الباص”.
وتابع (موسى) بقوله: “توجَّه الشرطي إلى رئيس الحاجز وتكلم معه، ثم أتى باتجاهنا وقال لنا: من منكم تكلم وقال سيعلمنا الاحترام؟! علمًا أننا لم نتكلم بذلك أبدًا، ولم يكن سوى افتراء علينا، فأشار الشرطي إلى زملائنا الذين تكلموا معه، فقال لهم رئيس الحاجز: (نحن نمسح فيكن الحاجز ولك! ونعلمكم الاحترام، ونلعن أبوكن واحد واحد)، فحاول أحد أصدقائي ضربه بعد أن سمع الجملة الأخيرة، فتدخلت أنا وقلت له: احترم نفسك، فوالد صديقي شهيد، وأنضف منك!، فقال لنا: (خير، هلق نتواجه بالفرع)”.
تطور المشكلة والاعتداء:
تطورت المشكلة أكثر بعد وصول ثلاث سيارات من قسم مكافحة الإرهاب، وفيها ثلاثة أشخاص توجهوا إلينا وقالوا لنا: مين بدو يمسح فينا الحاجز ويربينا ويفرجينا قيمتنا؟ فصُدِمنا أكثر وأكثر بتطور الكلام وزيادته على لساننا، فقلنا لهم: إننا لم نتكلم هذا الكلام أبدًا، فالتفت العنصر إلى الشرطي وسأله: من قال هذا الكلام؟ فأشار الشرطي إلى اثنين من زملائنا، وهم: (مجد عبد الغني، وعلاء عباس)، فقال الضابط: شحطولي ياهن عالسيارة بسرعة، وهنا تم ضرب زملائنا والاعتداء عليهم طوال الطريق، وتوجهوا بهم إلى (قسم مكافحة الإرهاب) الواقع جانب كراج أعزاز، وهنا سأل أحدُ زملائنا الشرطي: إلى أي مكان ستأخذوننا؟ فكان ردُّ الشرطي: لعند الله شخصيًا.
تعرض زملاؤنا لإهانات كثيرة، وترهيب من العناصر، وقد تكلم أحدهم قائلاً: شو رأيكم نتسلى فيهم شوي، فرد عليه شرطي آخر: لا، نأخذهم إلى الفرع أفضل”.
القصة قصة أمنيات، والسبب التفجيرات، حيث انتهت الحادثة بكتابة ضبط مفاده أن لا شيء حصل، وما حدث سوء تفاهم، والسبب رواه لنا الطالب (موسى) قائلاً: “قام العناصر بسؤال زملائنا، ما هو عملكم؟ فأجابه أحدهم: نعمل مع الجبهة الشامية، وهنا عناصر تم تغيير الموضوع وعملوا على تسكيره.”
الطلاب ساءهم ما تعرضوا له من إهانة، ولم ينسوا الإساءة، فكانت ردة فعلهم أن أخبروا أهلهم وفصائلهم من: (الشامية، ورجال الحرب، والمعتصم، والوقَّاص والمدنيين الأهالي)، الذين توجهوا إلى الحاجز واحتجزوا عناصره.
تدخل فصيل الجبهة الشامية وحل المشكلة:
(صالح عموري) القيادي في الجبهة الشامية أوضح لنا حلّ المشكلة، قائلاً: “بعد أن وصل الأهالي إلى الحاجز واحتجروا العناصر، كان دورنا في قيادة الجبهة الشامية استيعاب الأهالي والعسكريين، ومحاولة التفاوض من أجل حل المشكلة، وذلك بتقديم الطلاب شكوى للشرطة العسكرية لِما تعرضوا له من اعتداء من قبل الشرطة، وتم تسليم عناصر الشرطة للقضاء العسكري لمحاكمتهم.”