توقف الدعم عن مشفى أريحا للنساء والأطفال يهدد حياة الآلاف

عبد الله عز الدين

1٬814

يواجه مشفى أريحا للنساء والأطفال أزمة غير مسبوقة بعد انقطاع الدعم المالي الذي كان يعتمد عليه بشكل كامل.

وفي حوار أجرته صحيفة حبر مع المدير الإداري للمشفى، سامر سليمان، تم تسليط الضوء على التحديات الكبرى التي يواجهها المستشفى وأثر توقف الدعم على الخدمات الصحية المقدمة.

الأسباب والتداعيات

وأوضح سليمان أن سبب توقف الدعم يعود إلى انتهاء المنحة المقدمة من الأوتشا في 11 مايو 2024، والتي كانت مدتها ستة أشهر دون تجديد. وقال: “عدم تجديد المنحة أو تقديم منحة جديدة يعني أن المستشفى يعاني الآن من نقص حاد في الموارد المالية، ما يعرقل تقديم الرعاية الصحية الأساسية لأكثر من 250 مريضًا يوميًا.”

تأثيرات على الخدمات الصحية

وأضاف سليمان أن توقف الدعم أدى إلى زيادة المشكلات الصحية التي يعاني منها الأهالي في المنطقة، والتي تعاني أصلاً من الفقر والبطالة وغياب الأمن وتوقف عمل المشفى يعني فقدان الرعاية الصحية الضرورية للأمهات والأطفال، ما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي والإنساني في أريحا وريفها.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

جهود لإعادة الدعم

من جهته، أشار سليمان إلى أن إدارة المشفى تواصلت مع مديرية الصحة بإدلب والمنظمات المحلية والدولية لمحاولة تأمين دعم مالي جديد. وأكد: “نحن في وضع حرج، عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين وتأمين الأدوية والمستلزمات الضرورية يجعل من الصعب جداً استمرار تقديم الخدمات الصحية.”

التحديات الحالية

من أهم التحديات التي يواجهها المشفى حالياً هي تأمين المصاريف اليومية لتشغيل المشفى، بما في ذلك رواتب الموظفين وتكاليف الأدوية والمستلزمات الطبية. وأضاف سليمان: “بدون هذه الأساسيات، لا يمكننا تقديم أي خدمات صحية.”

جهود منظمة سيما ومديرية الصحة

تسعى منظمة سيما جاهدة لتأمين منحة للمشفى، فيما تبذل مديرية الصحة بإدلب جهودًا مكثفة لتوفير الدعم اللازم.

ودعا سليمان المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى تقديم مساعدة عاجلة، مؤكداً أن مشفى أريحا للنساء والأطفال هو الوحيد في المنطقة الذي يقدم خدمات نوعية وينقذ الأرواح.

وتأتي هذه الأزمة في وقت أطلقت فيه “مديرية صحة إدلب” حملة تحت شعار “أنقذوا الأرواح”، بهدف تسليط الضوء على الأزمة الصحية المتفاقمة في شمال غربي سوريا نتيجة توقف الدعم عن العديد من المنشآت الصحية.

وحذرت المديرية من “كارثة إنسانية ستحل في المنطقة” بسبب انخفاض المنح الدولية المخصصة للقطاع الصحي بنسبة تتراوح بين 30% إلى 60%.

وأكد بيان المديرية أن التخفيض الكبير في التمويل يزيد من الضغط على المرافق الصحية، في ظل تزايد أعداد السكان. وقال سليمان: “نناشد المجتمع الدولي والجهات المانحة بسرعة التدخل وتقديم الدعم اللازم لتجنب كارثة إنسانية في المنطقة.”

إن استمرار توقف الدعم عن مشفى أريحا للنساء والأطفال لن يؤدي فقط إلى تدهور الخدمات الصحية، بل يهدد حياة الآلاف من الأمهات والأطفال الذين يعتمدون على هذا المشفى للحصول على الرعاية الصحية الأساسية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط