أعلن رئيس الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا)، سركان قايالر، استئناف الوكالة نشاطها في سوريا بعد توقف دام أكثر من عقد. وأوضح قايالر، في حديث لوكالة “الأناضول”، أن “تيكا” نفذت حوالي 150 مشروعاً تنموياً وإنسانياً في سوريا بين عامي 1995 و2011، وها هي تستعد للعودة مجدداً للمساهمة في جهود إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار.
إعادة افتتاح مكتب “تيكا” في دمشق
أشار قايالر إلى أن مكتب الوكالة في دمشق، الذي بدأ تقديم خدماته في مارس 2010، أُغلق في نوفمبر 2011 نتيجة تصاعد النزاع المسلح. ومع عودة الهدوء النسبي وزوال بيئة الصراع، تتجه الوكالة إلى إعادة افتتاح مكتبها في دمشق قريباً، مؤكداً أن فرق “تيكا” بدأت بالفعل التوجه إلى الميدان لتقييم الاحتياجات الأولية والتخطيط للمشاريع المستقبلية.
دعم مستمر خلال الحرب
على الرغم من تعليق أعمال المكتب الرسمي، أكد قايالر أن “تيكا” واصلت دعم الشعب السوري طوال سنوات الحرب، من خلال مشاريع إنسانية وتنموية، تضمنت توزيع مساعدات غذائية، وإعادة تأهيل بعض المرافق الصحية والتعليمية، وحفر الآبار في المناطق التي تعاني من شح المياه.
خبرة عالمية في التنمية
منذ تأسيسها عام 1992، نفذت “تيكا” آلاف المشاريع في أكثر من 170 دولة حول العالم، مع تركيزها على قطاعات حيوية مثل الصحة، الزراعة، التعليم، ترميم الآثار، وبناء البنية التحتية. وتتبع الوكالة نموذج “التعاون التنموي التركي”، الذي يهدف إلى تنفيذ مشاريع تتماشى مع أولويات واحتياجات الدول المستهدفة.
التركيز على إعادة الإعمار في سوريا
كشف قايالر أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً كبيراً على إعادة الإعمار، من خلال تحسين الخدمات الصحية وتدريب العاملين في هذا القطاع، إلى جانب تطوير البنية التحتية. كما ستدعم “تيكا” قطاع التعليم لإعادة تأهيل المدارس وتوفير المعدات التعليمية، مع إيلاء اهتمام خاص لدعم المزارعين في المناطق الريفية.
التزام بمساعدة الشعب السوري
اختتم قايالر تصريحه بالتأكيد على التزام الوكالة التركية بمساعدة السوريين في تحقيق تنمية مستدامة، مضيفاً أن عودة نشاط “تيكا” إلى سوريا تعكس التزام تركيا بدعم استقرار البلاد وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للشعب السوري.
تأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز العلاقات الثنائية وتقديم الدعم لسوريا في مرحلة إعادة البناء، مما يمهد الطريق لمزيد من المشاريع التي تخدم تطلعات السوريين نحو الاستقرار والتنمية.