ثماني سنوات على التحرير.. الرقة ماتزال محتلة

قاسم درويش

0 520

يومًا ما استيقظنا أحرارًا لأول مرة بعد أربعين عامًا، هكذا بدأ (فراس) حديثه معنا، وهو اسم مستعار لشاب من مدينة الرقة شارك مع من اجتمعوا في ساحة المحافظة لإسقاط (هُبل) تمثال حافظ الأسد، كما يسميه أهالي الرقة.

ففي الخامس من آذار عام ٢٠١٣، حرر الجيش السوري الحر مدينة الرقة من سيطرة قوات النظام، وكانت بذلك أول مدينة تتحرر بالكامل، لتصبح عروس الثورة وعاصمتها.

وعمد النظام السوري إلى تهميش المناطق الشرقية ومنها الرقة، وأطلق عليها مسمى المنطقة النامية، رغم أنها تمثل الخزان وعماد الاقتصاد السوري لما فيها من ثروات باطنية وزراعية والطاقة.

اقرأ أيضاً:    الاتحاد الأوروبي يدعم اللاجئين السوريين في لبنان والأردن بـ 130 مليون يورو

يقول (فراس): “من المُفرح جدًا تذكر تلك الشهور العزيزة الكريمة يوم كنّا حالمين ولا نندم، لا شيء يساوي فرحتنا بسقوط الصنم الجاثم على صدورنا لأربعين عامًا.

لكن سرعان ما تغلل تنظيم (داعش) الإرهابي بين الفصائل، ليبدأ بقطف ثمارها، ويخرجها بعد معركة استمرت لأيام بداية العام٢٠١٤، واستفرد بالسيطرة على المدينة التي عادت للاحتلال من جديد، ومارس بحق أبنائها الكثير.”

عادت مدينة الرقة من جديد للواجهة كأخطر مدينة في العالم، فبعد أن كانت درة الفرات صارت عاصمة الخلافة المزعومة لإرهابيي داعش، وأطلقت عليها بعض وسائل الإعلام (قندهار) السورية، واستمر حكم داعش لما يقارب الأربع سنوات.

وفي الخامس من تشرين الأول عام٢٠١٥، تشكلت (قوات سورية الديمقراطية) لمحاربة تنظيم (داعش) بدعم من التحالف الدولي، واستطاعت قسد السيطرة على الرقة بعد عملية تدمير ممنهج من قبل التحالف الدولي.

واتخذت ما سُمي بالإدارة الذاتية من الرقة مركزًا لإدارة المناطق السبع الخاضعة لسيطرتها، وافتتحت المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، ومجلس سورية الديمقراطية، والمجلس العسكري في مدينة الرقة لتعود “العاصمة” من جديد.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وأعلنت قسد عن تحرير مدينة الرقة منتصف تشرين الثاني٢٠١٧، إلا أن (حمزة) أحد سكان مدينة الرقة يتحفظ على كلمة تحرير، ويصرّ على احتلال الميلشيا للمدينة، وبحسب ما أضاف فإن صاحب الأرض هو من يحرر أما الغريب فمحتل، ومن يحكم الرقة الآن لا يمثلونها، هم يعملون لمصلحة مشروعهم ويسعون بكل السبل لتحقيقه.

رغم أن أغلب المقاتلين والموظفين في الإدارة الذاتية وقسد ومسد، هم من العرب إلا أنهم دون سلطة فعلية، ومهما علت وظائفهم يبقى الموظف العربي كالإكسسوار، في ظل وجود “كوادر قنديل” من حزب (ب ك ك)، و(محمود) أحد المنتسبين لقسد يقول: “نحن مجرد مرتزقة يهمنا الراتب فقط.”

وقد كتب المصور الصحفي (عبود حمام) على صفحته في موقع (فيسبوك): “في ذكرى تحرير الرقة سأقول للكثير: إن الرقة غير محررة، وهي محتلة والكثير من أهل الرقة يعرفون ذلك، وهم مغلوبون على أمرهم ولا يستطيعون الكلام”.

ويضيف: “للأسف أمريكا وبريطانيا وشركاؤهم يعرفون كل شي عبر منظماتهم التي تسعى لإشراك العرب وأخذ دور في المنطقة، لكن دول التحالف على ما يبدو تستخدم الورقة الكردية مثلها مثل النظام الذي استخدمها مع تركيا، وهي الآن تعاود اللعب لأخذ دور النظام وتدعم ذلك رغم معرفتها بالفساد في المنظمات والإدارات والرشاوي وتهميش العرب وتعرف من يحكم شمال شرق سورية .”

وارتفعت في الفترة الأخيرة أصوات تطالب بضرورة “ثورة جديدة” لإعادة المدينة لأهلها، بعد ممارسات ميلشيا قسد، كإجبار المدنيين والموظفين على الخروج بمسيرات وفعاليات لا تمت لهم بصلة، وتنفيذ اعتقالات بحق المدنيين، وهدم المنازل، وكثرة حالات الخطف والابتزاز، وسلب الأراضي.

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط