تعتزم إسرائيل الحفاظ على وجودها في سوريا والضفة الغربية بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رغم الضغوط المتزايدة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وفقًا لما كشفت عنه صحيفة جيروزاليم بوست.
وأكدت الصحيفة أن إدارة ترامب ستواصل دعم إسرائيل في الحفاظ على المنطقة العازلة في سوريا لسنوات قادمة، على الرغم من الجهود الأوروبية والأممية لتطبيع العلاقات مع النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، والتي تجلت في قمة كبرى انعقدت في باريس يوم الخميس.
وترى إسرائيل أن الإدارة الأمريكية تتفهم مخاوفها من أن يكون النظام السوري الجديد مجرد “ذئب في ثياب حمل”، ولذلك، حتى في حال ممارسة ضغوط أوروبية وأممية خلال الأشهر المقبلة لدفع تل أبيب إلى الانسحاب، فإن الجيش الإسرائيلي سيواصل البقاء في المنطقة العازلة طالما استمر الدعم الأمريكي لهذه الاستراتيجية.
ترامب يدعم الوجود الإسرائيلي في سوريا
حتى الآن، كانت هناك ضغوط متزايدة على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في سوريا، لا سيما في ظل تصريحات متكررة من أحمد الشرع تؤكد التزامه باتفاقية الهدنة لعام 1974 بين سوريا وإسرائيل، فضلاً عن تحركاته الملموسة لإعادة الاندماج مع الغرب.
وكان يُنظر إلى التصريحات العلنية السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس حول نية البقاء في سوريا حتى عام 2025 أو لفترة أطول على أنها تصريحات متشددة تهدف إلى الضغط على الأطراف الفاعلة في الملف السوري لأخذ المخاوف الأمنية الإسرائيلية على محمل الجد.
لكن وفقًا للتقرير، فإن الدعم الأمريكي للوجود الإسرائيلي في سوريا لا يزال ثابتًا، حتى بعد شهرين من إعلان المنطقة العازلة في 8 ديسمبر، وذلك رغم إحراز تقدم في الجهود الرامية إلى رفع العقوبات عن حكومة الشرع التي تعود إلى حقبة الأسد.
الجيش الإسرائيلي في جنين والضفة الغربية
وفي سياق متصل، أشارت مصادر إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي قد تبقى في جنين لعدة أشهر بعد انتهاء المرحلة الأكثر كثافة من العملية العسكرية الحالية في الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً: حافظ بشار الأسد يكشف تفاصيل هروب عائلته ويؤكد ملكيته لحسابات…
ورغم تراجع وتيرة العمليات مقارنة ببدايتها التي شهدت مقتل واعتقال العديد من المسلحين، فإن المصادر أكدت أن ذلك يعود إلى فرار عدد كبير منهم من جنين، مما يشير إلى أن الوضع في شمال الضفة الغربية لن يعود إلى ما كان عليه سابقًا، إذ تعتزم إسرائيل الإبقاء على قواتها هناك لضمان “الأمن الدائم”، وفق تعبير التقرير.
وخلافًا لعمليتين عسكريتين سابقتين في جنين، الأولى في يوليو 2023 والثانية في أغسطس 2024، والتي انتهت بانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من المنطقة، فإن هذه العملية تشير إلى تحول استراتيجي في السياسة الأمنية الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية.
إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل من جنوب لبنان
أما في لبنان، فقد شددت مصادر عسكرية على أن الجيش الإسرائيلي سيحافظ على وجوده في خمسة مواقع دفاعية رئيسية على الحدود بين إسرائيل ولبنان، حتى بعد الموعد النهائي المحدد في 18 فبراير للانسحاب العسكري من الجنوب اللبناني.
يأتي ذلك وسط استمرار التوترات الأمنية في المنطقة، حيث ترى إسرائيل أن انسحابها الكامل قد يؤدي إلى زعزعة استقرار حدودها الشمالية، مما يدفعها إلى تعزيز وجودها العسكري هناك رغم الضغوط الدولية المطالبة بالتراجع عن هذا النهج.