تداول مستخدمون على موقع “إكس” يوم الأحد، 13 نيسان/أبريل، منشوراً لصحافي إسرائيلي يدعى إيدي كوهين، تضمن صورة قديمة تعود لأحد إصدارات تنظيم داعش وتُظهر عنصرين من مقاتلي التنظيم أثناء اقتياد أسيرين يرتديان الزي العسكري.
اللافت أن كوهين أشار في منشوره إلى أن الشخص الذي وُضعت حول رأسه دائرة حمراء هو “الجولاني”، في إشارة إلى أحمد الشرع، رئيس سوريا، زاعماً أنه كان ينتمي للتنظيم ونفذ عمليات إعدام.
الادعاء لم يتوقف عند كوهين، بل سبقه صحافي عراقي يدعى سفيان السامرائي بنشر ذات الصورة متسائلاً عن هوية العنصر الظاهر فيها، ليتهم لاحقاً شخصية أخرى تُدعى عمر جفتشي، الملقب بـ”مختار التركي”، قائلاً إنه كان ينفذ إعدامات جماعية بحق الأكراد ضمن صفوف “داعش”.
إلا أن التحقق من الصورة كشف عن حقيقة مختلفة تماماً.
فمن خلال بحث عكسي باستخدام أدوات التحقق ومنها “InVid”، تبيّن أن العنصر الذي أثار الجدل ليس أحمد الشرع، ولا عمر جفتشي، بل هو التركي حسن آيدن، أحد مقاتلي “داعش” المعروفين، والذي ظهر في إصدار دعائي للتنظيم بعنوان “درع الصليب” عام 2016، مهدداً تركيا باللغة التركية.
ويُذكر أن التسجيل الشهير “درع الصليب” الذي نشره التنظيم أظهر إعدام جنديين تركيين حرقاً في ديسمبر 2016. حينها ظهر آيدن كأحد المنفذين، قبل أن تكشف وسائل إعلام تركية أنه اعتُقل مرتين سابقاً، الأولى عام 2012 بمحافظة أضنة وأُفرج عنه، والثانية في 2015 أثناء محاولته العبور إلى سوريا من محافظة هاتاي.
إذن، الصورة التي انتشرت مؤخراً أُعيد توظيفها في سياق سياسي جديد بعيد عن حقيقتها، والادعاءات التي طالت الجولاني (أحمد الشرع) أو مختار التركي، لا تستند إلى أي دليل موثق، ما يجعلها مضللة بشكل واضح.