أعلنت مديرية الأمن العام في محافظة حلب، اليوم الأربعاء، عن خروج رتل جديد تابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من حيي الأشرفية والشيخ مقصود، في إطار تنفيذ الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية و”قسد”، والرامي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المدينة.
وأكدت المديرية أن العملية جرت بإشراف مباشر من قوات الأمن العام ووزارة الدفاع، مشددة على أن الاتفاق يُنفذ وفق الجدول الزمني المحدد، دون أي تعطيل، رغم الشائعات التي حاولت التشويش على تنفيذه خلال الأيام الماضية.
دفعات انسحاب متتالية.. وتسليم تدريجي للأمن
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة دفعات تم الاتفاق عليها، لخروج القوات العسكرية التابعة لـ”قسد” من الأحياء ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب، حيث كانت الدفعة الأولى قد خرجت مطلع نيسان الجاري. ووفق تصريحات مدير الإعلام في محافظة حلب، الأستاذ عبد الكريم ليله، فإن عمليات الإخلاء ستتواصل على مراحل حتى الانسحاب الكامل.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: عضوية سوريا كاملة رغم تعديل واشنطن للوضع…
كما أكد ليله أن قوات الأمن السورية ستتسلم قريباً مسؤولية ضبط الأمن في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على إعادة تفعيل المؤسسات المدنية والمجالس المحلية بالتنسيق مع محافظة حلب، تمهيداً لإعادة الحياة المدنية بشكل كامل إلى المنطقة.
تبادل الموقوفين مستمر وإشاعات مرفوضة
في وقت سابق، نفت مديرية الإعلام في حلب صحة الأنباء التي تحدثت عن توقف عملية تبادل الموقوفين بين الحكومة السورية و”قسد”، مؤكدة أن العملية مستمرة، وأن ما يُتداول من شائعات في هذا السياق مصدره جهات تحاول عرقلة جهود الاستقرار.
وأوضحت المديرية أن عمليات الإفراج تتم تدريجياً ضمن ما يعرف بـ”تبييض السجون”، وتشمل الإفراج عن دفعات جديدة من المعتقلين خلال الأيام المقبلة، مع استكمال الترتيبات الأمنية اللازمة.
الخصوصية محفوظة ضمن السيادة السورية
ولفت مدير الإعلام في تصريحه لشبكة “شام” إلى أن الاتفاق يحفظ الخصوصية الثقافية والاجتماعية لسكان الحيين، مؤكداً في الوقت ذاته أنهما سيكونان تابعين إدارياً للحكومة السورية كما هو الحال في بقية المناطق.
وأكد أن حلب، التي استعادت استقرارها خلال السنوات الأخيرة، تُقدم اليوم نموذجاً ناجحاً في العيش المشترك والتعاون بين مختلف مكونات المجتمع السوري، داعياً إلى عدم الانجرار خلف محاولات زعزعة هذا الاستقرار.
خلفية الاتفاق وتنفيذه
وكانت اللجنة المكلفة من الرئاسة السورية و”قسد” قد بدأت، يوم الخميس 3 نيسان 2025، تنفيذ بنود الاتفاق، من خلال إطلاق سراح دفعة أولى من المعتقلين، بالتوازي مع بدء انسحاب القوات العسكرية من الأحياء المستهدفة.
ويُنظر إلى الاتفاق كخطوة مهمة على طريق تعزيز وحدة الأراضي السورية، وإنهاء حالة التوتر التي سادت في بعض المناطق المشتركة بين القوى المحلية، ف إطار رؤية وطنية تهدف إلى إعادة بسط السيادة وتفعيل مؤسسات الدولة