حملة دفء 6: عونٌ ودفءٌ للمتضررين من الشتاء القاسي في إدلب

عبد الله عز الدين

36

وسط برد الشتاء القارس وآلام الحروب التي لم تنتهِ منذ أكثر من عقد، تأتي حملة “لنكن لهم دفئًا وعونا” كواحدة من المبادرات الإنسانية التي تسعى لتخفيف معاناة آلاف الأسر المتضررة في شمال سوريا. الحملة، التي انطلقت برعاية ثلاث جمعيات خيرية بالتعاون مع تجمع أبناء إدلب، تجسد نموذجًا حيًا للتكافل المجتمعي.

“حملة دفء 6 تهدف إلى تخفيف معاناة الأطفال والأسر المتعففة ممن عصفت بهم ظروف الحرب والفقر”. أردنا أن نكون سندًا لهم ونبعث الدفء في حياتهم، خاصة في هذا الشتاء القاسي”، بهذه الكلمات عبّر المهندس محمد خير واحدي، المدير التنفيذي لجمعية النهضة الإسلامية بإدلب، عن جوهر الحملة.

الحملة دفءٌ للأكثر احتياجًا

تسعى حملة “دفء 6” إلى تقديم المساعدة للعائلات الأكثر تضررًا في إدلب، حيث تشمل الفئات المستهدفة:

الفقراء والمحتاجين.

الأرامل واليتامى.

أسر المعتقلين والمفقودين.

ذوي الاحتياجات الخاصة.

اقرأ أيضاً: انخفاض الأسعار وزيادة الرواتب.. بداية عهد جديد لتحسين معيشة…

يوضح واحدي: “قمنا بتقييم ميداني شامل لتحديد احتياجات هذه الأسر بدقة، ونتوقع مساعدة أكثر من 2000 أسرة خلال هذه الحملة”.

آلية التنفيذ: من التبرعات إلى الأيادي المستحقة

وضعت الحملة هدفًا رئيسيًا يتمثل في جمع مبلغ 100,000 دولار، حيث تم تحقيق هذا الهدف بفضل جهود حثيثة وتفاعل كريم من المتبرعين داخل سوريا وخارجها.
وأشار واحدي: “عملنا جاهدين للتواصل مع أكبر شريحة من أهل الخير والإحسان، وتمكنا من الوصول إلى هدفنا بفضل الله”.

تم تنظيم عملية توزيع التبرعات بعناية لضمان وصولها إلى المستحقين، حيث تولت الجمعيات الثلاث (جمعية النهضة الإسلامية، جمعية البر والخدمات الاجتماعية، وجمعية رفع المستوى الصحي) مسؤولية التنفيذ بالتنسيق مع تجمع أبناء إدلب.

تحديات وعزيمة: مواجهة الصعاب بإصرار

واجهت الحملة العديد من التحديات، أبرزها:

صعوبة تحويل التبرعات الخارجية إلى الداخل السوري.

التحديات اللوجستية في تأمين مواد التدفئة وتوزيعها.

رغم هذه الصعوبات، فقد أشار واحدي إلى أن “التعاون والتخطيط كانا مفتاح النجاح في تجاوز هذه العقبات، مما ساعدنا على تلبية احتياجات المستفيدين بكفاءة.”

دور المجتمع المحلي والمنظمات: تكاتف مجتمعي مثمر

في حين أن الحملة لم تتلقَ دعمًا مباشرًا من المنظمات الدولية، ساهمت بعض المنظمات المحلية بتقديم دعم محدود. ومع ذلك، اعتمدت الحملة بشكل أساسي على تبرعات الأفراد، مما يعكس قوة التكاتف المحلي.

دعوة مفتوحة للعطاء والمساهمة

تفتح حملة “دفء 6” أبوابها لكل من يرغب في المساهمة، سواء من داخل سوريا أو خارجها، من خلال:

1. التبرع المباشر لصندوق الحملة.

2. إرسال حوالات مالية.

3. استخدام الحسابات البنكية الإغاثية المرخصة.

 

حملة “لنكن لهم دفئًا وعونا” ليست مجرد مبادرة خيرية، بل هي رسالة إنسانية تسعى لإعادة الأمل وبث الدفء في قلوب آلاف المحتاجين. ومع تضافر الجهود، تتحول الأحلام إلى حقيقة، والمحن إلى فرص جديدة للحياة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط