في خطوة إنسانية تُعيد الأمل لآلاف المرضى في سوريا، أطلقت وزارة الصحة في الحكومة السورية الانتقالية حملة طبية واسعة النطاق تحت عنوان “شفاء.. يداً بيد من أجل سوريا”، بمشاركة أكثر من 100 طبيب سوري مغترب من مختلف دول أوروبا، لتقديم الرعاية الصحية المجانية للفئات الأكثر احتياجاً داخل البلاد.
وأعلنت الوزارة، في بيان رسمي صدر يوم السبت 5 آذار/مارس، أن هذه الحملة جاءت بالتعاون مع عدد من الهيئات الطبية السورية الفاعلة في أوروبا، على رأسها المكتب الطبي للتجمع السوري في ألمانيا (SGD)، ومنظمة الأطباء المستقلين (IDA)، وجمعية الأطباء والصيادلة السوريين (SyGAAD)، بالإضافة إلى منظمات إغاثية تعمل في ألمانيا.
كفاءات سورية مغتربة تعود لخدمة الوطن
يشارك في الحملة أطباء سوريون مقيمون في ألمانيا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، لتقديم خدمات طبية وجراحية مجانية، تشمل مختلف الاختصاصات، وذلك في ظل تدهور النظام الصحي داخل سوريا، وارتفاع تكاليف العلاج وصعوبة الوصول إلى الأدوية الأساسية.
آلية تسجيل المرضى:
أُتيح رابط إلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي مخصص لتسجيل الحالات المحتاجة لتدخلات طبية أو جراحية، يتضمن نموذجاً لجمع بيانات المرضى، وتفاصيل حالتهم الصحية، مع تحديد الحاجة إلى العلاج أو التدخل الجراحي.
المشافي التي ستُنفذ فيها العمليات الجراحية:
دير الزور: المستشفى الوطني
إدلب: مستشفى إدلب الجامعي
حلب: مستشفيات ابن رشد، الرازي، حلب الجامعي
دمشق: مستشفى دمشق الجامعي، المواساة، مركز دمر لجراحة وأمراض القلب
حمص: مستشفى الوليد لأمراض القلب، حمص الجامعي
رد إنساني في لحظة حرجة
تأتي حملة “شفاء” في وقت تعاني فيه سوريا من تدهور كارثي في القطاع الصحي، حيث تُترك الحالات الحرجة دون علاج، ويُحرم آلاف المرضى من أبسط حقوقهم في الرعاية الصحية بسبب شحّ الدواء وغلاء الخدمات الطبية.
وتمثل هذه المبادرة واحدة من أضخم الجهود الطبية المنظمة التي تستهدف الداخل السوري من قبل كفاءات سورية في المهجر، قرر أصحابها أن يقدموا ما بوسعهم لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.
نحو دعم طبي مستدام
تأمل وزارة الصحة وشركاؤها أن تكون هذه الحملة نقطة انطلاق نحو برامج دعم صحي مستدامة، تعيد بعضاً من الثقة والأمل إلى مجتمع أنهكته سنوات طويلة من الحرب والتهميش، وتفتح باباً للعلاج أمام من فقدوا القدرة على الوصول إليه.