اتهم “حيدرة بهجت سليمان”، نجل اللواء والسفير السابق “بهجت سليمان”، الإرهابي الفار “بشار الأسد” بالتسبب في وفاة والده، أحد أبرز أركان النظام السوري خلال العقود الماضية. حيدرة كشف عبر تسجيل مصور نشرته قناة “سبوت شوت” على “يوتيوب” أن والده قُتل بترتيب مباشر من الأسد، مشيرًا إلى وقائع غامضة سبقت وفاته.
مسيرة بهجت سليمان: من الضباط الأقوياء إلى النهاية الغامضة
اللواء بهجت سليمان، المولود في اللاذقية عام 1949، كان واحدًا من أكثر الشخصيات الأمنية نفوذاً في نظام الأسد. خريج الكلية الحربية بحمص، تدرج في المناصب القيادية داخل أجهزة النظام، وشغل رئاسة فرع “251” (الأمن الداخلي) في إدارة المخابرات العامة عام 1998.
تميز سليمان بعلاقاته المتقلبة داخل النظام، حيث بدأ ضمن سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد، لكنه انقلب لدعم حافظ الأسد أثناء محاولة رفعت الانقلاب عام 1984، ما عزز مكانته داخل النظام.
اقرأ أيضاً: انخفاض الأسعار وزيادة الرواتب.. بداية عهد جديد لتحسين معيشة…
في 2005، تم تهميش سليمان بعد تداول اسمه في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وفي 2009، عُين سفيراً في الأردن، حيث واجه انتقادات حادة بسبب تصريحاته المسيئة وتم طرده عام 2014.
ظروف الوفاة المثيرة للجدل
في مايو 2021، أُعلن عن وفاة سليمان في مستشفى تشرين العسكري بدمشق، قيل إنها نتيجة إصابته بفيروس كورونا. لكن حيدرة سليمان نفى ذلك، موضحًا أن والده شُفي من المرض قبل أن يُصاب بمرض غامض أدى إلى دخوله في غيبوبة. أشار حيدرة إلى أن والده كان في صحة جيدة حتى لحظة نقله إلى المستشفى بأمر من بشار الأسد، ملمحًا إلى احتمال تعرضه لتصفية مدبرة.
إقصاء مهين وحضور باهت في جنازته
اتهم حيدرة بشار الأسد بالتعامل مع عائلته بطريقة “مسيئة”، مشيرًا إلى أن والده دُفن في منطقة السيدة زينب بدمشق دون حضور رسمي بارز. وأكد أن الأسد سعى لتهميش والده منذ عام 2005، عندما أوفده إلى الأردن لإبعاده عن المشهد السياسي.
مسيرة مثيرة للجدل وسط دعم للنظام
خلال الثورة السورية، كان بهجت سليمان من أشد المدافعين عن نظام الأسد. اعتبر ما يجري في سوريا “مؤامرة خارجية”، ووجه انتقادات حادة للمعارضة وقادة الثورة. لكن وفاته أثارت العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بينه وبين بشار الأسد، خاصة مع ظهور اتهامات بالتخلص منه بسبب معرفته بأسرار النظام.
حيدرة سليمان: تصعيد ضد النظام من لبنان
يعيش حيدرة سليمان حاليًا في لبنان، حيث أثار الجدل في تصريحات سابقة، من بينها تضامنه مع أسماء الأسد بعد إعلان إصابتها بالسرطان، واستخدامه لغة تهديدية ضد معارضي النظام. مؤخراً، أعلن نيته العودة إلى سوريا، مؤكدًا أن “الإدارة الجديدة” لا تلاحق من لم تتلطخ أيديهم بالدماء، في إشارة إلى تغييرات محتملة في النظام بعد سقوط بشار الأسد.