دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق، لتعلن بذلك نهاية حقبة النظام السوري بعد ساعات من سيطرتها الكاملة على مدينة حمص، فيما تشير التقارير إلى فرار رأس النظام بشار الأسد.
ساحة الأمويين: مشهد شعبي غير مسبوق
شهدت ساحة الأمويين وسط دمشق تجمهرًا كبيرًا للسوريين، الذين رددوا شعارات تضامنية مع الثورة السورية. تزامن ذلك مع أصوات إطلاق نار كثيف في المنطقة فرحاً بتقدم المعارضة.
حمص.. مفتاح الانتصار
جاء هذا التطور الميداني بعد انسحاب قوات النظام من مدينة حمص، التي عانت طويلاً تحت الحصار وبُثت مشاهد حية من ساحة الساعة الجديدة، حيث احتشد الآلاف للاحتفال بسيطرة الفصائل المسلحة. وتضمنت الاحتفالات تحرير الآلاف من السجناء من سجون النظام، بمن فيهم معتقلو سجن صيدنايا سيئ الصيت.
اقرأ أيضاً: منظمات إنسانية تطلق حملة لتأمين الخبز لسكان حلب بعد سيطرة…
انهيار النظام وتفكك صفوفه
في الوقت ذاته، تزايدت حالات الانشقاق داخل صفوف النظام، مع ورود أنباء عن انضمام ضباط ومسؤولين إلى المعارضة، وسط تنسيق لتأمين خروجهم.
وتشير التقارير إلى انهيار معنويات القوات الموالية للنظام، ما أدى إلى انسحابهم من مطار الشعيرات وترك مواقعهم الاستراتيجية في حمص.
هروب الأسد وتراجع الحلفاء
مع سقوط حمص ودخول دمشق، أكدت مصادر مطلعة أن بشار الأسد وعددًا من كبار قادته فروا إلى مكان غير معروف كما أفادت تقارير بفرار مقاتلين تابعين لحزب الله اللبناني من حمص، ما يعكس تراجع الدعم العسكري للحليف الأبرز للنظام.
أعلنت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على مبنى الإذاعة والتلفزيون في وسط دمشق، في خطوة رمزية تعكس انتقال مركز السلطة إلى أيدي المعارضة. يأتي ذلك وسط تطورات متسارعة في المشهد الميداني والسياسي، مع انحسار السيطرة الأمنية للنظام في العاصمة ومناطق أخرى من البلاد.
مكافأة مالية للقبض على الأسد
أصدرت إدارة العمليات العسكرية بيانًا أعلنت فيه رصد مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لأي شخص يدلي بمعلومات تساعد في القبض على بشار الأسد، الذي توارى عن الأنظار منذ انهيار النظام في دمشق.
رئيس الوزراء السابق يدعو للوحدة
في تطور سياسي لافت، دعا رئيس حكومة النظام السابق، محمد الجلالي، إلى العمل المشترك مع المعارضة لبناء “سوريا الجديدة”. وفي تصريح مقتضب، قال الجلالي: “نمد أيدينا للمعارضة من أجل تجاوز الماضي والتوجه نحو مستقبل يليق بالسوريين”.
تعليمات صارمة لحماية المؤسسات العامة
وجه القائد العام لإدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، تعليمات صارمة إلى قوات المعارضة في العاصمة دمشق.
وأكد الشرع في رسالته: “يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة التي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميًا”. كما دعا إلى وقف إطلاق الرصاص في الهواء حفاظًا على الأمن العام. وأضاف في رسالة أخرى: “احفظوا مؤسسات الدولة، فهي ملك للشعب السوري العظيم”.
إسقاط تمثال حافظ الأسد في اللاذقية
في اللاذقية، أسقط المتظاهرون تمثال حافظ الأسد من ساحة الشيخ ضاهر، وسط غياب تام لأي مظاهر أمنية أو عسكرية. وشهدت المدينة احتفالات واسعة، عكست انضمام الساحل السوري إلى مرحلة التغيير الكبرى.
رسالة تقدير للشهداء
وفي خضم هذه الانتصارات، وجه المقدم حسن عبد الغني رسالة تقدير إلى أرواح الشهداء، قائلاً: “لا ننسى في خضم النصر الذي نعيشه عشرات الشهداء من مقاتلينا الذين سالت دماؤهم الطاهرة منذ بداية عملية ردع العدوان، ومهدت لنا الطريق نحو العاصمة”.
دمشق: معركة النهاية
هذه اللحظة التاريخية تشير إلى تغيير جذري في المشهد السوري. سقوط النظام في دمشق، الذي كان رمز قوته، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة مليئة بالتحديات لإعادة بناء سوريا وتحقيق تطلعات شعبها الذي نادى بالحرية والكرامة.