رمضان سوريا بعد سقوط الأسد…مشاعر فرح رغم التحديات الاقتصادية

رمضان كريم
35

يحل شهر رمضان 2025 على السوريين لأول مرة منذ قرابة نصف قرن دون وجود نظام الأسد، الذي حكم البلاد بالحديد والنار لعقود. إنه رمضان مختلف، حيث تختلط مشاعر الفرح بالحرية مع التحديات الاقتصادية والإنسانية التي لا تزال تثقل كاهل البلاد بعد سنوات من الحرب والدمار.

رمضان الحرية بعد عقود من القمع

لطالما كان شهر رمضان في ظل نظام الأسد شهراً تزداد فيه معاناة السوريين، حيث لم يتردد النظام في قصف المدن والبلدات وقتل الأبرياء، غير مكترث بحرمة الشهر الفضيل. أما اليوم، وبعد سقوط النظام، يتنفس السوريون الصعداء، إذ زُينت الشوارع بالفوانيس والأضواء الرمضانية، وتجمعت العائلات حول الموائد بروح جديدة، لم تعرفها البلاد منذ عقود.

للمرة الأولى منذ عقود، تفتح المساجد أبوابها دون رقابة أمنية، ويرتفع الأذان بحرية، فيما تعود الشعائر الدينية والاجتماعية إلى طبيعتها بعيدًا عن القمع والمراقبة. وفي مختلف المناطق، تنظم حلقات التلاوة والدروس الدينية، وسط شعور عام بأن هذا الشهر يحمل بداية عهد جديد.

تحديات اقتصادية تؤرق السوريين

رغم هذا الأمل الجديد، يواجه السوريون أوضاعًا اقتصادية صعبة. فسنوات الحرب أنهكت الاقتصاد، وأسعار السلع لا تزال مرتفعة مقارنة بقدرة المواطنين الشرائية. في دمشق وحلب وحمص وغيرها من المدن، تشهد الأسواق إقبالًا متزايدًا على شراء المواد الغذائية، لكن الغلاء لا يزال يشكل عائقًا أمام الكثيرين.

اقرأ أيضاً: “حـ.ـماس” تدين العدوان الإسرائيلي في سوريا وتدعو إلى تحرك دولي عاجل

وبالرغم من انخفاض بعض الأسعار مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن دخل المواطن لا يزال متدنياً، خاصة مع تأخر تسليم الرواتب وعدم وجود زيادات تتناسب مع التضخم، مما يجعل تأمين مستلزمات رمضان عبئًا ثقيلاً على الأسر، وقد شهدت الأسواق أرتفاع أسعار بعض السلع الغذائية والخضروات بشكل جنوني بمجرد دخول شهر رمضان.

النازحون واللاجئون.. معاناة مستمرة في رمضان

في الوقت الذي يحتفل فيه السوريون بهذا الشهر بفرح ممزوج بالتحديات، تعيش آلاف العائلات النازحة واللاجئة في المخيمات ظروفًا قاسية، إذ يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة. في مخيمات الشمال السوري، تكافح العائلات لتأمين وجبات الإفطار والسحور وسط نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع في الأسعار، وتراجع الدعم الإنساني بشكل ملحوظ.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

ورغم الجهود الخيرية التي تبذلها المنظمات المحلية والدولية، فإنها لا تكفي لتلبية الاحتياجات المتزايدة. المبادرات الفردية والجماعية مستمرة، حيث افتتحت أسواق خيرية تقدم السلع بأسعار مخفضة، بينما تسعى الجمعيات لتنظيم موائد إفطار جماعية وتوزيع سلال غذائية، لكن الحاجة أكبر من الإمكانيات المتاحة.

رمضان مختلف.. بداية لمرحلة جديدة؟

ورغم هذه التحديات، يبقى رمضان 2025 مختلفًا عن أي رمضان سابق. سقوط النظام منح السوريين شعورًا بالأمل والتفاؤل، لكنه وضعهم أيضًا أمام تحديات إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار. وبينما يحتفل البعض بحرية افتقدوها لعقود، يكافح آخرون للبقاء على قيد الحياة في ظل وضع اقتصادي لا يزال هشًا.

لكن الأمل يظل حاضرًا في قلوب السوريين، بأن يكون هذا الشهر الفضيل بداية لمرحلة جديدة، حيث تعود سوريا للحياة، ويبدأ أبناؤها في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا، رغم كل الصعوبات.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط