أفادت وزارة الخارجية الروسية، بعدم استبعادها احتمالية وجود مفاوضات بين أوكرانيا و”هيئة تحرير الشام” في سوريا، بهدف التعاون في تنفيذ عمليات تستهدف روسيا. جاء ذلك في تعليق على تقارير نشرتها وسائل إعلام تركية.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عبر حسابها على “تليغرام”، بأن أوكرانيا “تحتفظ منذ فترة طويلة بعلاقات مع الجماعات الإرهابية”، في إشارة إلى “هيئة تحرير الشام”، مشيرة إلى أن هذه العلاقات تهدف لتنفيذ هجمات ضد مواطنين روس، وتبادل المعلومات والتكنولوجيا، واستخدام تكتيكات “العلم الزائف”.
واتهمت زاخاروفا مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المعروف باسم “بانكوفايا”، بأنه تحول إلى “جماعة إرهابية دولية جديدة”، مدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا.
اقرأ أيضاً: توقف منصة التداول ERSPCE في الشمال السوري ودول أخرى
هذه التصريحات جاءت عقب تقرير نشرته صحيفة “أيدينليك” التركية، والذي أفاد بأن أوكرانيا قد تواصلت مع “هيئة تحرير الشام” المتمركزة في محافظة إدلب السورية، للتفاوض بشأن إطلاق سراح مقاتلين شيشانيين وجورجيين محتجزين لديها. وذكرت الصحيفة أن أوكرانيا عرضت تقديم 75 طائرة مسيّرة للهيئة مقابل الإفراج عن عدد من المسلحين المناهضين لروسيا، من بينهم “عمر الشيشاني” الملقب بـ”مسلم الشيشاني”.
كما أشار التقرير إلى تعاون أوكرانيا مع القوات الكردية لتنفيذ عمليات سرية ضد القوات الروسية في سوريا، مؤكداً أن أوكرانيا أقامت علاقات مع “هيئة تحرير الشام” في إدلب.
منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وجهت موسكو مراراً اتهامات لكييف بالتنسيق مع فصائل عسكرية في سوريا لشن هجمات ضدها. ورغم نفي الأطراف المعنية لهذه الاتهامات، إلا أن التصعيد الإعلامي الروسي استمر، مشيراً إلى تقارير مثل الذي نشرته وكالة “سبوتنيك” في مارس 2022، الذي تحدث عن مغادرة مقاتلين أجانب من ريف إدلب باتجاه أوكرانيا، وهو ما نفته “هيئة تحرير الشام”.
في العام الماضي، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن وثيقة استخبارية أمريكية “سرية للغاية”، تشير إلى تطوير وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية خططاً لشن هجمات سرية على القوات الروسية في سوريا، بمساعدة من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
تأتي هذه التطورات في ظل تدخل روسيا إلى جانب النظام السوري منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، حيث تعد روسيا أحد أبرز حلفاء النظام إلى جانب إيران، وقدمت له الدعم العسكري والسياسي، فيما قدم النظام السوري العديد من التنازلات لروسيا، بما في ذلك السماح بإنشاء قواعد عسكرية روسية في البلاد.