روسيا تتهم “الخوذ البيضاء” بالقيام بأنشطة “تخريبية” في سوريا

42

اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة بـ”الخوذ البيضاء” بالمشاركة في “أنشطة تخريبية” على الأراضي السورية، واعتبرت أن هذه المنظمة تمثل “عنصراً خطيراً لعدم الاستقرار في المنطقة”، وفق تصريحاتها أمس الأربعاء.

وزعمت زاخاروفا أن “الخوذ البيضاء، بدعم مالي من دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، تواصل أنشطتها المزعزعة في سوريا”، مضيفة أن “إيقاف أنشطة هذه المنظمة والكشف عن جرائمها هو أحد شروط استقرار الوضع في سوريا والمنطقة”.

تكرار الادعاءات الروسية

تأتي هذه الاتهامات في إطار سلسلة مزاعم روسية متكررة على مدى السنوات الماضية، حيث زعمت روسيا مراراً أن أطرافاً في إدلب تخطط لاستخدام مواد كيميائية، وغالباً ما تأتي هذه الادعاءات قبيل أو بعد تصعيد عسكري في المنطقة، مما يطرح تساؤلات حول توقيت هذه المزاعم ومصداقيتها.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تهدد الأسد..مصيرك مشابه لحسن نصر الله

ورغم الادعاءات الروسية، أفادت تقارير ميدانية وشهادات منظمات حقوقية بتسبب القصف الروسي على إدلب في مقتل وإصابة مئات المدنيين وتدمير بنية تحتية حيوية، حيث تؤكد تلك المنظمات أن العمليات العسكرية تمثل خرقاً لاتفاقات وقف التصعيد.

ويرى مراقبون أن الاتهامات الروسية ضد “الخوذ البيضاء” هي محاولة لتبرير التصعيد العسكري المتكرر ولصرف الأنظار عن استخدام القوة المفرطة في المنطقة.

نشأة “الخوذ البيضاء”

تأسست منظمة “الدفاع المدني السوري” أو “الخوذ البيضاء” في مدينة حلب بين عامي 2012 و2013، من قبل مجموعة من الشباب السوريين ذوي المهن المختلفة، استجابةً لحاجة ملحة بعد خروج مناطق واسعة عن سيطرة النظام السوري وغياب الخدمات الإسعافية.

ومع تصاعد استخدام النظام السوري للطائرات والمدفعية، باتت “الخوذ البيضاء” تمثل دوراً حيوياً في إنقاذ المدنيين وانتشالهم من تحت الأنقاض في المناطق المتضررة، وتوسعت عملياتهم لتشمل محافظات عدة.

تظل منظمة “الخوذ البيضاء” مثار جدل في الخطاب الروسي الرسمي، رغم تقدير المجتمع الدولي لجهودها الإنسانية في سوريا، بينما يراها محللون كهدفٍ للاتهامات الروسية المستمرة بهدف تقويض صورتها ودورها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط