زراعة الخس.. مشاريع اكتفائية واستغلال للأراضي الضائعة بريف إدلب

عبد الحميد حاج محمد  

0 1٬102

عبد الحميد حاج محمد  

يعكف المزارعون في المناطق المحررة إلى زراعة الخضروات الأقل تكلفة عليهم، والأفضل بيعًا في الأسواق، والتي تتوفر لها الأهلية في المناطق المحررة من تربة صالحة ومواد وبذور.

ومن بين هذه المزروعات زراعة (الخس)، حيث يعكف العشرات من المزارعين في قرية قميناس (شرق إدلب 5 كم) على زراعة هذه الخضروات في أراضيهم، وتعدُّ القرية من أكثر القرى لزراعة الخس في المحافظة.

وبحسب ما رصدته صحيفة حبر من المزارعين في القرية، فإن زراعتهم الخس ليست رهينة اليوم، بل القرية مشهورة بهذه الزراعة منذ سنين طويلة، وذلك نتيجة صلاح تربتها لزراعة هذا النوع من الخضروات.

اقرأ ايضاً: الأجر الزهيد مشكلة تزيد معاناة العاملات في الشمال السوري

يحدثنا (مصطفى) أحد المزارعين في القرية عن مراحل زراعة الخس بقوله: “إن مراحل زراعة الخس تبدأ من شراء صنف البذور، وغالبًا نتقصد شراء نوعيات أجنبية محسَّنة، ثم نزرع تلك البذور في أرض خاصة (مشتل) في بداية كانون الأول، وذلك لنحصل على الشتلات فيما بعد لتهيئتها ونقلها إلى أرضٍ جديدة.”

 

ويضيف أنهم مع بداية شهر شباط يقومون بنقل تلك الشتلات من المشاتل الخاصة، وزراعتها في الأرض التي يريدون زراعتها في الخس.

ويخبرنا (محمد) صاحب أحد أراضي بأن “الخس في قميناس ببعض المناطق فيها ينمو بعليًا، إلا أن أراضي قريتهم تحتاج الري المنتظم، وذلك بحسب الأمطار خلال موسم زراعة الخس، حيث يحتاج الخس من أربع عمليات سقاية إلى ست حتى فترة نضوجه التي تمتد إلى ما يقارب ستين يومًا.”

لمتابعة الأخبار اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

ووفق المزارعين، فإنه النبتة بعد مضي ستين يومًا على زراعتها تكون قد نضجت، ويجب قطفها لبيعها، ويفضل الزبائن أن تكون نبتة الخس صغيرة نوعًا ما، كونها تتمتع بمذاق أفضل من الكبيرة.

وبحسب (مصطفى) فإن عكوفهم على زراعة الخس يعود لعدة أسباب، أولها اقتصار تكاليف زراعته على السقاية، وكون أرضهم قابلة لزراعته وتعطي منتوجًا لا بأس به.

ويشير إلى أنهم غالبًا ما يزرعون الخس في أراض غير مستفيدين منها، وهي الأراضي المشجَّرة، حيث يقومون بزراعته بين أشجار الزيتون الصغيرة، وبين بساتين أشجار المحلب، حيث تبقى تلك الأرض بدون زراعة فيستفيد المزارعون من تلك الأراضي عبر مشروع زراعة الخس الذي يقدم لهم مردودًا لا بأس به خلال فصل الربيع.

ويشهد موسم الخس نشاطًا جيدًا في القرية، حيث إن جميعهم يزرعون الخس، إما لمشاريع الاستفادة منه كزراعة أرضٍ كبيرة، أو للاكتفاء الذاتي كزراعته في حدائق المنزل.

 

ويشهد سوق الخس إقبالًا كبيرًا من قبل الأهالي في المناطق المحررة، وخصوصًا مع تناسب سعره نوعًا ما، حيث يباع حاليًا الكيلو الواحد منه بين ليرة وليرة ونصف تركية، بعد أن بلغ سعر الكيلو أول موسمه خلال آذار ثلاث ليرات تركية.

ويقبل الناس على شرائه خصوصًا بشهر رمضان، كون الموائد الرمضانية لا تخلو من الخضار، وكذلك يقبلون على شرائه لصنع كبيس الخس منه أو ما يعرف محليًا بـ (مخلل الخس).

وقرية (قميناس) شهدت العام الماضي تهجيرًا خلال الحملة العسكرية الأخيرة، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية كبيرة طالت المزارعين، منها تهالك أرزاقهم وضررها نتيجة القصف وبعدهم عنها.

الجدير بالذكر أن سيطرة نظام الأسد مؤخرًا على مساحات واسعة من ريفي إدلب وحماة، أدى إلى تضرر كبير بقطاع الزراعة، وهو ما يدفع المزارعين إلى استغلال جميع الأراضي المتبقية لسد حاجة السوق من الخضروات وغيرها.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط