يصادف اليوم، السابع عشر من أغسطس 2024، الذكرى السابعة لوفاة الفنانة السورية الثائرة فدوى سليمان، التي رحلت في فرنسا بعد معركة مع المرض في أغسطس 2017.
ورغم مرور السنين، لا تزال فدوى سليمان حاضرة في ذاكرة الثورة السورية كأيقونةٍ خالدةٍ، جَسَّدت شجاعةً استثنائية في مواجهة النظام السوري، وأصبحت رمزًا من رموز الحراك الشعبي ضد نظام الأسد.
ولدت فدوى سليمان في عام 1970، وتخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق. لم تقتصر حياتها المهنية على التمثيل في الدراما السورية فحسب، حيث قدمت أعمالًا درامية متعددة منها “أمل”، “الشقيقات”، “هوى بحري”، و”نساء صغيرات”، بل تجاوزت ذلك لتصبح من أبطال الثورة السورية. تصدرت فدوى سليمان المشهد الثوري إلى جانب الشهيد عبد الباسط الساروت في مظاهرات حمص، متحدية تهديدات النظام السوري و”سحقها”، كما وصفت ذلك في الوثائقي “دولة الرعب، سورية السجن الكبير” الذي بثته قناة فرنسية.
اقرأ أيضاً: جدري القرود…نظرة عامة على الفيروس وأعراضه وانتشاره
كانت فدوى سليمان تعي تمامًا التحديات الجسيمة التي واجهتها، وتقدمت إلى حمص في الوقت الحرج لتغيير النظرة العالمية إلى الشعب السوري، الذي وصفه النظام بـ”الإرهابيين”. وعلى الرغم من وحشية النظام، ظلت فدوى متمسكة بموقفها، مستغلة شهرتها الفنية لدعم الحراك الشعبي.
انتقلت سليمان إلى فرنسا عام 2012، حيث واصلت نضالها ضد النظام السوري من المنفى، وشاركت في تظاهرات حاشدة ودعمت الثورة عبر المقابلات الصحفية التي عبرت فيها عن مرارة ما يحدث في سوريا. استذكرت الصحافة الفرنسية، مثل صحيفة “ليبراسيون”، دور فدوى سليمان في الثورة، ووصفتها بـ”أيقونة الثورة السورية” التي قاومت الطائفية وتحدت “رجال وأسلحة طاغية دمشق”.
أحد مقاطع الفيديو الشهيرة لفدوى سليمان، الذي نشرته “ليبراسيون”، يظهرها تخاطب المتظاهرين مؤكدة أنها “ليست علوية بل سنية مثلهم لأنها سورية بالدرجة الأولى”. رفضت فدوى اختزال الثورة في إطار طائفي، وسعت طوال حياتها لإقناع العالم بأن الشعب السوري انتفض من أجل كرامته وحريته، وليس بدوافع طائفية.
انطفأت فدوى سليمان في المنفى قبل أن تشهد سقوط النظام الذي كافحت ضده، لكنها تركت إرثًا لا يُنسى من الشجاعة والإلهام للثوار السوريين ولكل من يؤمن بالحرية والكرامة الإنسانية.