شمس الدين مطعون |
عاد فصل الشتاء بأمطاره ورياحه العاتية ليحل ضيفًا ثقيلاً على أهالي الشمال حاملًا الكثير من الهموم أبرزها تأمين وسيلة تدفئة.
ورغم العديد من توافر وسائل التدفئة، إلا أن جميعها تشترك بسمة الغلاء الذي يتضاعف في ظل قلة توفر فرص العمل والأجور الجيدة.
وتحت شعار “رحماء بينهم” تحركت العديد من الفرق التطوعية التي عملت على إطلاق مبادرات محلية للوقوف مع الفقراء لمواجهة برد الشتاء.
بدورها (صحيفة حبر) سلطت الضوء على تلك المبادرات للحديث عن ثلاث فرق محلية من حيث أعضائها ومصادر تمويلها، فقد اعتمدت على تبرعات ميسوري الحال من أبناء البلدة والمغتربين عنها في دول اللجوء.
“زملوني – دثروني”
هو عنوان الحملة التي أطلقها مجموعة من أبناء بلدة (سرمين) شرق إدلب، وتهدف لجمع التبرعات لإعانة الفقراء.
يقول (محمد فاضل)، وهو أحد القائمين على الحملة: “لا يوجد فريق عمل محدد لجمع التبرعات، إنما جهود محلية بدأت من ميسوري الحال في البلدة”.
مضيفًا: “تُجمع بعض التبرعات من الأهالي المغتربين، ومن الأهالي في البلدة عبر حثهم على المساعدة بالنشر على مواقع التواصل وفي الأماكن العامة”.
لا تُفرِّق الحملة الخيرية في (سرمين) بين مقيم ونازح، إنما تستهدف الفقراء من جميع سكانها.
“وتقبل التبرعات العينية كمواد التدفئة على تنوعها، كما سيتم شراء مادة البيرين وتوزيعها على المحتاجين” بحسب (محمد فاضل).
“ساهم للعمل الخيري”
وهو فريق عمل أسسه (عبد الملك القاسم) من أهالي مدينة (سراقب) بعد نزوح الأهالي مطلع العام الحالي.
يقول (القاسم): “يساهم الفريق بمساعدة أكثر من 7000 عائلة سراقبية، ومعظم المتبرعين من شباب سراقب المغتربين.
ينشط عمل الفريق بكامل المناطق المحررة التي توزع عليها أهل سراقب من مدينة الباب بريف حلب حتى جسر الشغور عبر 13 مندوبًا للفريق وخمسة إداريين يتقاضون أجورًا رمزية لقاء تفرعهم التام لتوثيق الحالات وتسهيل إيصال المساعدات لأهالها.”
وعمل الفريق مع بداية فصل الشتاء الحالي بحسب (القاسم) على توزيع مبالغ مالية لـ 100 عائلة في المرحلة الأولى، و150 عائلة في المرحلة الثانية.
يُعبّر محدثنا عن أسفه لحصر مساعدة الفريق بأهالي سراقب باستثناء بعض الحالات الإنسانية الحرجة، ويتابع قائلاً: ” مصادر تمويلنا قليلة ولا تكاد تسد حاجة 5 ٪ من أهل سراقب المحتاجين”.
ينشط الفريق بتقديم المساعدة في جوانب أخرى كالأدوية والخبز وإعانة الأرامل وتجهيز المخيمات.
“لنكن عونًا لهم”
وهو فريق عمل خيري يتألف من خمسة متطوعين، ينشط في تقديم المساعدة في المخيمات العشوائية بريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي.
(محمد الدالي) أحد المتطوعين قال لنا: “حملات الفريق بسيطة وتنشط في فصل الشتاء بتوزيع مواد تدفئة (حطب) وألبسة للأطفال، ويتلقى الفريق دعمه عبر التبرعات شخصية من معارف وأصدقاء للفريق.”
وبحسب (الدالي) فقد تم توزيع حطب التدفئة لـ 75 عائلة، وألبسة لـ 150 طفلًا، بالإضافة إلى مساعدة بعض الحالات الإنسانية ومنها من تقدّم لمرة واحدة وبعضها ثابتة شهريًا، كما أنشأ أعضاء الفريق خيمة لتحفيظ القرآن وخيمتين للتعليم ومحو الأمية.
وتبقى الحاجة كبيرة والعمل الخيري لا يسد سوى جزءًا بسيطًا، والجميع يتأمل أن يكون هذه الشتاء هو الأخير في مخيمات النزوح لإنهاء معاناة مضى عليها سنوات تتجدد في كل عام بالمآسي نفسها.