في ظل التحديات التي يواجهها المجتمع السوري، وخصوصاً في مناطق النزوح والفقر، برزت مبادرات تطوعية تعمل على تحسين الظروف المعيشية والتعليمية.
ومن بين هذه المبادرات فريق الوعد التطوعي الذي يسعى جاهداً لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على السكان، وخاصة النساء والأطفال. وفي حديث مع عبد الله بركات، المتحدث الإعلامي للفريق، أوضح الدوافع، التحديات، والإنجازات التي حققها الفريق.
الدوافع لتشكيل فريق الوعد التطوعي
أشار بركات إلى أن دوافع تشكيل الفريق كانت واضحة منذ البداية؛ وهي مواجهة الكوارث التي يعاني منها المجتمع مثل التسرب المدرسي، ارتفاع نسب الأمية، والبطالة. وقد أكد أن هذه التحديات دفعت الفريق للعمل على توعية المجتمع بحقوقهم، خاصةً النساء والأطفال، والحد من التسرب المدرسي من خلال برامج تعليمية وتدريبية متنوعة.
تحديات ترميم مدرسة ترمانين النموذجية
في إطار الجهود التطوعية، تولى فريق الوعد مشروع ترميم مدرسة ترمانين النموذجية التي تضررت بشكل كبير بعد الزلزال الأخير. واجه الفريق تحديات كبيرة مثل قِدَم المبنى ونقص الموارد اللوجستية، إلا أن العمل المتفاني من أعضاء الفريق والورش العاملة ليل نهار مكنهم من التغلب على هذه العقبات، حيث تم توفير ما يلزم من خلال شبكات المعارف والأعضاء.
الإقبال على دورات التغذية
أما بالنسبة لدورات التغذية الخاصة بالرضاعة والأطفال الصغار، أكد بركات أن الإقبال كان “جيد جداً إلى ممتاز”، ويعود ذلك إلى الجهود الكبيرة التي بذلها المدربون والمدربات، وخاصة الآنسة خالصة الحسين التي نالت إشادة كبيرة من المشاركين.
تدريب العناية بالأسنان وأثره على المجتمع
يولي الفريق أهمية كبيرة للصحة العامة، بما في ذلك الصحة الفموية، حيث قدم الدكتور ثائر الطقش، أحد مدرسي جامعة كاليفورنيا، تدريبًا شاملاً حول أمراض اللثة وأثرها على الصحة العامة. وقد شملت التدريبات موضوعات مهمة مثل أسباب وأعراض أمراض اللثة وأفضل طرق الوقاية. يساهم هذا التدريب في رفع مستوى الوعي الصحي، وهو ما ينعكس إيجابياً على صحة المجتمع ككل.
استجابة النساء لدورة محو الأمية
كانت استجابة النساء لدورة محو الأمية ممتازة وفقاً لبركات، حيث أشرف الفريق على تعليم النساء القراءة والكتابة تحت قيادة المدربة حياة الطقش. وقد لاحظ الفريق تحسنًا ملحوظًا في مهارات المستفيدات في القراءة والكتابة، مما يعزز من ثقتهن بأنفسهن ويمنحهن القدرة على المشاركة الفعالة في المجتمع.
الأثر المتوقع على المدى البعيد
يتوقع فريق الوعد أن تساهم هذه الدورات في نشر الوعي بين أفراد المجتمع، خاصة النساء والأطفال، مما يؤدي إلى بناء مجتمع أكثر صحة وتكاتفاً على المدى البعيد. يسعى الفريق إلى الوصول إلى مجتمع خالٍ من الجهل والمخاطر.
التحديات المتعلقة بالموارد والدعم
رغم نجاح الفريق في العديد من المبادرات، إلا أنه يواجه نقصًا كبيرًا في الموارد. يعتمد الفريق بشكل أساسي على اشتراكات الأعضاء والدعم المحدود من بعض المنظمات المحلية. وأشار بركات إلى أن الفريق يحتاج إلى تجهيزات أساسية مثل سيارة لنقل المتطوعين وأجهزة مكتبية.
اقرأ أيضاً: سوريا تشهد ظاهرة القمر الثاني
قصص النجاح
أكد بركات وجود العديد من قصص النجاح للمستفيدين من الدورات التي ينظمها الفريق، وخاصةً دورات محو الأمية. إضافةً إلى مبادرات مساحة السلام والدمج المجتمعي التي ساهمت في تعزيز التعايش والسلام بين أفراد المجتمع.
الخطط المستقبلية
كشف بركات عن أن الفريق لديه خطط مستقبلية طموحة تشمل تنفيذ دورات وتدريبات أساسية على نطاق أوسع، بالإضافة إلى مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز التعاون المجتمعي. كما أشار إلى أن الفريق يعمل حالياً على مشروع جديد سيتم الإعلان عن نتائجه قريباً.
في الختام، يُعد فريق الوعد نموذجًا ملهماً للعمل التطوعي، حيث يسعى لتحسين حياة الناس في ظل الظروف الصعبة، ويأمل في تحقيق تأثير إيجابي ومستدام في المجتمع.