فصائل في الجيش الوطني تندمج.. هل تنجح المحاولات في إنهاء الفصائلية وتوحيد العسكرة شمال سورية؟

عبد الحميد حاج محمد  

0 1٬709

 

شهد يوم أول أمس الخميس إعلان خمسة فصائل في الجيش الوطني السوري عن اندماجهم ضمن تشكيل واحد تحت مسمى (الجبهة السورية للتحرير)، وذلك في مدينة بزاعة بريف حلب الشمالي.

والفصائل المنضوية هي: (فرقة السلطان سليمان شاه، فرقة المعتصم، فرقة الحمزة، الفرقة 20، لواء صقور الشمال)، وذلك بحسب بيان صحفي صادر عن قيادة التشكيل الجديد.

 

أهداف الاندماج:

عضو مجلس قيادة الجبهة السورية للتحرير (مصطفى سيجري) يقول لصحيفة حبر: “إن الاندماج يهدف إلى إيجاد قيادة واحدة وفاعلة، تتجاوز حدود التنسيق وتعمل تحت مظلة الجيش الوطني السوري، والاندماج الكامل وإنهاء الحالة الفصائلية وتوحيد المكاتب (العسكرية، والأمنية، والسياسية، والمالية، والإعلامية، والعلاقات) باسم: (الجبهة السورية للتحرير)، يهدف إلى الارتقاء بالواقع العام وضبط الأمن ودعم الاستقرار في المناطق المحررة وتعزيز دور المؤسسات الرسمية وتمكين الحكومة السورية المؤقتة.”

وتابع سيجري أن الجبهة الجديدة ستعمل على دعم وتمكين كل من المؤسسات الرسمية التالية: (وزارة الدفاع، والشرطة العسكرية، والقضاء العسكري، والشرطة المدنية) وهو واجب الجميع للنهوض بواقع المناطق المحررة.

 

تشكيل مواجه لعزم:

وكانت ثلاثة فصائل من الجبهة الجديدة قد انضمت إلى غرفة القيادة الموحدة عزم، ثم أعلنت لاحقًا انسحابها، والفصائل هي: (فرقة الحمزة، وصقور الشمال، وفرقة السلطان سليمان شاه)، وجميعها تنضوي ضمن الفيلق الثاني في الجيش الوطني، وادعت أنها انسحبت بسبب آلية التمثيل غير العادل للتشكيلات العسكرية المنضوية في الغرفة.

يقول سيجري: “إن غرفة ‫عزم كانت مبادرة طيبة، وقد باركنا انطلاقتها ولن ندخر جهدًا في دعم جهودها والتعاون معها، إلا أننا قدمنا خيار الاندماج الكامل وإنهاء الحالة الفصائلية فيما بيننا على الاكتفاء بالتنسيق دون الدمج الكامل للمكاتب الرئيسة والفرعية والقواعد المقاتلة ودعم القيادة الواحدة.

بمعنى أن التشكيل الجديد الذي تم الإعلان عنه، هو حالة دمج كاملة، ما سيعني أن مسميات الفصائل ستنتهي، وسيتم الاكتفاء بذكر اسم الجبهة السورية للتحرير.”

وأضاف أن اندماج قواتنا اليوم خطوة ولن نقف هنا، وندعو إخواننا في الفصائل لاندماج كامل نزولًا عند رغبة شعبنا.

وبحسب سيجري، فإن الجبهة السورية للتحرير تحمل عبر قادتها مبادرة طال انتظارها قائمة على التكامل والتكاتف وتقديم المصلحة العامة على الخاصة والجماعة على الفرد والكفاءة على الولاء.

وأشار إلى أنهم يسعون لتقديم نموذج قادر على الاستقطاب والتكامل، بما يخدم مصالح الشعب ويحفظ الأرض وينهض بواقع المناطق المحررة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

بالمقابل يرى البعض أن هذه الاندماجات لا تكون في كثير من الأحيان سوى ظواهر صوتية، ويبقى كل فصيل يتصرف كما لو أنه مستقل عن الآخرين.

كما قالت مصادر أخرى أن الهدف من الاندماج هو حماية بعض هذه الفصائل عبر تكتلها مع بعضها بعد الحملات التي قامت بها عزم للقضاء على الفاسدين الذين ينضوون أحياناً بين تلك الفصائل، وأيضاً تأتي هذه الاندماجات لإضعاف التكتلات الأخرى ومواجهتها.

 

 

 

عدد مقاتلي الجبهة الوطنية للتحرير وتمركزهم:

ويصل تعداد مقاتلي الجبهة السورية للتحرير إلى ما يقارب 18 ألف مقاتل موزعين في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام.

ووفق سيجري فإنه يوجد للجبهة مقاتلين متمركزين في إدلب، وفي حال قرر النظام التقدم باتجاه المنطقة سيكون مقاتلوها بجانب إخوانهم في الدفاع عنها، وأنها تلتزم بالسياسة العسكرية لوزارة الدفاع، وعلى مستوى باقي الفصائل فسوف تكون جاهزة للاندماج والتعاون الكامل بهدف انهاء الحالة الفصائلية.

اقرأ أيضاً:  السياسة الروسية الجديدة في الجنوب السوري

 

هل تنتهي الحالة الفصائلية بالجبهة الجديدة؟

واستغرب متابعون من الإعلان عن الاندماجات هذه في ظل تبعية جميع الفصائل لإدارة وقيادة واحدة وهي الجيش الوطني الذي يتبع بدوره لمؤسسة وزارة الدفاع.

وكان قد تحدثت مصادر أن عدة فصائل ما زالت معرضة عن التشكيلات الجديدة التي قسمت الجيش الوطني إلى أحلاف.

حيث لا تزال فصائل العاصمة دمشق في منأى عن هذه التشكيلات (جيش الإسلام، وفيلق الرحمن)، وأوضحت مصادر أن من المفترض أن يكون فيلق الرحمن ضمن صفوف التشكيل الأخير، إلا أن إبعاده عن دفة القيادة أدى إلى خروجه من الجبهة قبل الإعلان الرسمي عنها.

وبهذا ينقسم واقع الجيش الوطني السوري إلى أربعة أحلاف وأقسام وهي: (الجبهة الوطنية للتحرير، وغرفة القيادة الموحدة عزم، والجبهة السورية للتحرير، إضافة إلى الفصائل التي بقيت بمنأى عن تلك التشكيلات).

ويشير البعض إلى أن تركيا مستاءة من الوضع الفصائلي في الجيش الوطني، وأشارت مصادر إلى أن تركيا وصلت إلى طرق مسدودة في حالة توحيد الفصائل، بالرغم من الحديث الذي يتم تداوله عن عمليات اندماج بين الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام، التي كشفت المصادر أنها أجرت عدة زيارات مؤخرًا عقب تشكيل غرفة القيادة الموحدة عزم، إضافة إلى زيارات أجراها قادة في تحرير الشام إلى (محمد الجاسم) المعروف بلقب (أبو عمشة)، التي تلاها تصريح منه باستعداده العمل مع هيئة تحرير الشام.

 

ويبقى الأمل معقودًا بأن تنفرج عقدة الفصائل في الجيش الوطني، وأن تصل الفصائل إلى صيغة توافقية لتوحيد إدارتها، وخصوصًا بعد استقالة وزير الدفاع (سليم إدريس) قبل أيام بعد عدم نجاح تجربة الجيش الوطني بالشكل الأمثل في توحيد الفصائل وفرض قرارات وزارة الدفاع عليها.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط