شهد الساحل السوري تصعيدًا أمنيًا خطيرًا، حيث أقدمت مجموعة مسلحة من فلول نظام الأسد البائد على مهاجمة دورية أمنية تابعة لـ”إدارة الأمن العام” لدى وزارة الداخلية السورية. العملية قادها الشبيح الهارب “بسام عيسى حسام الدين”، زعيم ميليشيا “كتيبة أسود الجبل”، بالتعاون مع نظيره “مقداد فتحية”، وهو أحد كوادر ميليشيات الفرقة 25 التي كان يقودها سابقًا المجرم الهارب “سهيل الحسن”.
تهديدات علنية وأسر عناصر أمنية
في تسجيل مصوّر أثار جدلًا واسعًا، ظهر “حسام الدين” وهو يتبنى أسر سبعة من عناصر الأمن العام في ريف جبلة، مهددًا بذبحهم بالسكاكين. كما حرّض في خطابه على إثارة التمرد الطائفي، داعيًا إلى تشكيل مجموعات مسلحة تحت ذريعة “حماية الساحل” من تجاوزات زعم أنها ترتكب بحق الأهالي.
اقرأ أيضاً: الأمن العام يطلق بطاقات أمنية ومذكرات توقيف رسمية لمكافحة…
وأشار حسام الدين في الفيديو إلى أنه تعرّض للخداع خلال السنوات الأولى للثورة السورية، مدعيًا أنه كان يعتقد أن الثورة مدعومة من “مجموعات إرهابية”، قبل أن يكتشف، على حد زعمه، أن النظام السابق كان مجرد واجهة للطغيان والفساد.
الهجوم على دوريات الأمن
بحسب تصريح المقدم مصطفى كنيفاتي، مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية، فإن المهاجمين استهدفوا آليات وثكنة عسكرية في قرية عين شرقية بمنطقة جبلة. وأضاف كنيفاتي: “تعرضت دورية أثناء تنفيذها مهامها الروتينية بريف القرداحة لهجوم مباغت أسفر عن استشهاد عنصرين وإصابة آخرين، مع اختطاف سبعة عناصر تم تهديدهم علنًا”.
وأوضح كنيفاتي أن فلول ميليشيات الأسد تختبئ بين منازل المدنيين وفي المناطق الجبلية الوعرة، حيث تستخدم هذه المواقع كنقاط انطلاق لتنفيذ عملياتها الإجرامية.
حملة عسكرية واسعة النطاق
وردًا على هذه الاعتداءات، أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن إطلاق أكبر حملة أمنية في ريف اللاذقية بهدف القضاء على فلول ميليشيات الأسد. الحملة جاءت بطلب من الأهالي في المنطقة، الذين اشتكوا من الفوضى والاعتداءات المتكررة التي تهدد أمنهم واستقرارهم.
وأكدت مصادر عسكرية أن العمليات تهدف إلى استعادة الأسرى، وتطهير الساحل السوري من بقايا النظام البائد وشبيحته الذين يستغلون التضاريس الوعرة لشن هجمات على المدنيين والقوات الأمنية.
مطالب بتحقيق العدالة
مع تصاعد الأحداث في الساحل السوري، تتعالى الأصوات المطالبة بتشديد القبضة الأمنية ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الهجمات. ويتطلع المواطنون إلى إنهاء حالة الفوضى التي يحاول فلول النظام السابق إشعالها في المناطق المحررة، سعياً لإعادة بسط الأمن والاستقرار.
تبقى الأنظار معلقة بنتائج هذه الحملة الأمنية، التي لا تمثل فقط معركة ضد فلول نظام منهار، بل خطوة حاسمة لتثبيت سلطة القانون في سوريا الجديدة.