فورين بوليسي: انتفاضة ثانية تلوح بالأفق في سورية

1٬822

قبل ست سنوات، استعاد النظام السوري السيطرة على محافظة درعا الجنوبية، التي أصبحت رمزًا للثورة السورية في أذهان الملايين. واعتبر هذا الانتصار العسكري لحظة حاسمة لبشار الأسد، إذ كانت هذه المنطقة آخر معاقل المعارضة التي استعادها النظام، مما جعل مسألة إفلاته من العقاب واضحة للعالم. وعلى الرغم من تصنيف درعا كمنطقة لخفض التصعيد بعد جهود دبلوماسية مكثفة، باشرت قوات النظام، بدعم عسكري روسي كبير، حصارها وقصفها حتى استحالت لركام.

 انتهاء مزعوم للأزمة السورية

رغم وضع الحماية الذي مُنح لدرعا، استمر الحصار والقصف الوحشي، مما أدى إلى استسلامها بعد أسابيع من العنف. تخلى المجتمع الدولي عن المعارضة في درعا، حيث نصح المسؤولون الأميركيون فصائل الجبهة الجنوبية بالاستسلام. منذ ذلك الحين، لم يعد النظام محل مساءلة، مع انسحاب الفاعلين الدوليين وانخفاض الاهتمام بالقضية السورية.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

لكن، لم ينتصر الأسد حقًا، بل استمر بفضل الدعم الروسي والإيراني وعدم التدخل الدولي. تلاشى الاهتمام العالمي بحل الأزمة السورية، حيث بات ذكرها يثير السخط أو الضحك في دوائر صنع القرار بواشنطن.

 مشكلات عالقة

تفاقمت الأوضاع في سوريا بشكل كبير، مع مؤشرات على عودة تنظيم الدولة، وازدهار تجارة المخدرات التي يديرها النظام وتدر عليه مليارات الدولارات، واستمرار الصراعات الجيوسياسية. سيطرة النظام على مناطقه أصبحت هشة أكثر من أي وقت مضى.

تراجع حكم الأسد في الجنوب

في الجنوب السوري، تراجع حكم الأسد، حيث اختطفت الجماعات المسلحة المحلية أربعة عناصر من المخابرات التابعة للنظام بعد تورطهم في انتهاكات جسيمة. تعرض الأربعة للتعذيب وأجبروا على الاعتراف بجرائمهم أمام الكاميرا، ثم أعدموا، واغتيل لؤي العلي، الذراع اليمنى للمخابرات العسكرية في درعا، في 13 تموز الجاري.

 اغتيالات بالجملة

توضح هذه الأحداث حقيقة حكم النظام خلال الأزمة السورية التي امتدت لنحو 14 عامًا. بدلاً من تعزيز سلطته، تدهورت سيطرة الأسد، وفشل في مواجهة عودة تنظيم الدولة، الذي قتل ما لا يقل عن 69 من عناصر الأمن التابعة للنظام خلال الشهر الماضي في البادية السورية. توفيت لونا الشبل مستشارة الأسد في حادث سيارة مريب، وقُتل محمد براء قاطرجي بغارة جوية إسرائيلية في 15 تموز.

انتفاضة جديدة تلوح في الأفق

على الرغم من قمع النظام الوحشي للمعارضة، يبدو أن الجنوب السوري يشهد انتفاضة جديدة. من انتفاضة السويداء الشعبية إلى مقاومة المقاتلين المحليين لانتهاكات النظام، يعكس هذا التصعيد تطور الأزمة وتوسعها، مما يشير إلى انتفاضة جديدة قد تلوح في الأفق.

 

المصدر: فورين بوليسي

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط