فيدان: الأسد لا يريد السلام وإجراء انتخابات حرة شرط للانسحاب التركي

504

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يظهر رغبة حقيقية في تحقيق السلام في سوريا، مشدداً على أن انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية مرهون بقبول دستور جديد وإجراء انتخابات حرة.

جاءت تصريحات فيدان خلال مناقشة موازنة وزارة الخارجية لعام 2025 في البرلمان التركي، والتي استمرت حتى الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة. وأوضح فيدان أن تركيا تتوقع من النظام السوري تبني نهج استراتيجي يعطي الأولوية لمصلحة الشعب السوري في الحوار الذي اقترحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

رفض تطبيع دون إرادة سياسية
وعن دعوة أردوغان للقاء الأسد لمناقشة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، أشار فيدان إلى أن المسألة تتعلق بالإرادة السياسية، مضيفاً: “أردوغان أعلن إرادته على أعلى مستوى، وهو أمر ذو قيمة أن يدلي زعيم دولة ديمقراطية بمثل هذه التصريحات”، مؤكداً أن هذه المبادرة غيّرت قواعد اللعبة.

اقرأ أيضاً: أغنى لاعب كرة قدم في التاريخ.. مفاجأة غير متوقعة!

شروط الانسحاب التركي
وحول مطالبة النظام السوري بانسحاب القوات التركية كشرط للتطبيع، قال فيدان: “لا يمكننا مناقشة الانسحاب إلا بعد قبول دستور جديد، إجراء انتخابات حرة، وتأمين الحدود”. وأردف موجهًا حديثه للأسد: “لتجرِ انتخابات حرة، ومن يصل إلى السلطة نتيجة لذلك، فنحن مستعدون للعمل معه”.

السياسة التركية تجاه سوريا
وأشار فيدان إلى العناصر الأساسية للسياسة التركية تجاه سوريا، والتي تتضمن تطهير البلاد من العناصر الإرهابية، الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، إحراز تقدم في العملية السياسية، وضمان عودة اللاجئين السوريين بطريقة آمنة وطوعية.

تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين أنقرة ودمشق جموداً في مسار التطبيع، وسط استمرار التوترات في شمال سوريا.

الحوار مع الأسد ليس شرطاً مسبقاً
وأوضح فيدان أن تركيا لا تضع اتفاق النظام السوري مع المعارضة كشرط مسبق، لكنه أشار إلى أن حل العديد من المشاكل يعتمد عملياً على نوع من التفاهم بين الأطراف. وقال: “على سبيل المثال، إذا اقترح الأسد محاربة الإرهاب مقابل انسحاب تركيا وعدم التدخل مستقبلاً، فلن يكون هذا كافياً. البيانات المتوفرة لدينا تشير إلى أن غيابنا عن تلك المناطق قد يؤدي إلى زيادة تدفق اللاجئين إلى تركيا وتصاعد عدم الاستقرار.”

موقف النظام من الضغوط الإقليمية والإسرائيلية
وفيما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا، وصف فيدان موقف النظام السوري بأنه محايد إلى حد كبير، موضحاً أن دمشق تتجنب الانخراط المباشر في هذه الصراعات، حيث قال: “النظام يبدو وكأنه يقول: دعوا الميليشيات وإسرائيل تتحاربان، لكن لا تمسوا بنيتي التحتية أو جنودي.”

إيران وسوريا: تحالف عميق رغم الضغوط
وأضاف فيدان أن الأطراف الإقليمية التي تدعم عودة سوريا إلى الجامعة العربية ترى في ذلك فرصة لإبعادها عن إيران، إلا أن العلاقات بين البلدين متداخلة بعمق. وأوضح: “دمشق وبغداد تعبران عن رغبتهما في الحد من التأثير الإيراني على إدارة شؤونهما الداخلية، رغم تضامنهما مع طهران في الأوقات الصعبة.”

روسيا وإيران: أولويات مختلفة في الملف السوري
وأشار فيدان إلى أن إيران لا تعتبر تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا أولوية، بينما لا تضع روسيا هذا الملف ضمن جدول أعمالها حالياً، نظراً لغياب تهديدات كبيرة في المنطقة في الوقت الراهن.

تركيا: لا نوايا عدوانية ولكن البدائل مطروحة
وأكد فيدان أن تركيا أبدت حسن نيتها في التعامل مع الملف السوري، موضحاً أن أنقرة لا تحمل نوايا عدوانية تجاه الأراضي السورية ولا تسعى لتغيير النظام، مشيراً إلى أن هذه التوضيحات تقلل من مخاوف دمشق. ومع ذلك، شدد على أن أنقرة مستمرة في البحث عن حلول دبلوماسية، لكنها قد تضطر لاتخاذ خطوات أخرى إذا لم تجد استجابة مناسبة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط